رغم أننى كنت من المعارضين لنظام مبارك ومن بعده نظام محمد مرسى، إلا أننى كنت ولا أزال معارضاً لأى سياسات إقصائية أو تصفية حسابات أو إبعاد لأى تيار أو أشخاص، لم يثبت فسادهم أو تورطهم فى جرائم قتل الثوار عن الساحة السياسية. فى هذا السياق، أعلن وبكل وضوح أننى أتمنى أن يشارك الإخوان فى الحياة السياسية خلال الفترة القادمة، بشرط أن يتعلموا من أخطائهم ويعتذروا للشعب عما ارتكبوه من خطايا وجرائم سياسية واقتصادية واجتماعية طوال العام الماضى. فى هذا السياق، أتوقف عند عدد من الملاحظات والوقائع والحقائق التى كشفت عنها الأحداث طوال الأيام الماضية: - استمرار محاولات الإخوان وأنصارهم تصوير ما حدث فى ثورة 30 يونيه على أنه انقلاب عسكرى أكذوبة بكل المقاييس، لأن هناك ما يقارب من العشرين مليون مصرى كانوا فى الميادين للمطالبة بإسقاط مرسى ونظامه، وكان هناك عشرات الملايين داخل مصر وخارجها لهم نفس وجهات النظر ومنعتهم ظروفهم من النزول للميادين.. ثم هل هناك انقلاب عسكرى يمهل الرئيس السابق والأطراف المتصارعة 48 ساعة لحل الأزمة حقناً لدماء الشهداء، ثم يعطى مرسى الفرصة لإلقاء خطاب إلى الشعب دون أن يقدم فيه استجابة واحدة للمطالب الشعبية، ثم وهذا هو الأهم، فإن المجلس العسكرى لم يتولّ السلطة وإدارة المرحلة الانتقالية. - كشفت الأحداث مدى هشاشة تنظيم الإخوان وأنهم مجرد (فنجرية بق)، فقد تم الكشف عن مدى الأكاذيب التى رددوها فى فضائياتهم وصحفهم ومواقعهم خلال الأحداث الأخيرة، ومنها وجود 4 ملايين مؤيد للرئيس السابق مرسى فى ميدان رابعة العدوية والدليل أنهم عجزوا عن حشد أنصارهم وأعضائهم فى ميادين المحافظات لتأييد مرسى. - أصبح هناك يقين تام بأن هذا التنظيم ضعيف للغاية وأن الأغلبية تتعامل معه على أنه (سبوبة)، والدليل أننا لم نر أحداً من أعضائهم يرفع صوته أو يكتب حتى تغريدة تستنكر القبض على قيادات ورموز الجماعة، مثل محمد بديع ومهدى عاكف وسعد الكتاتنى ورشاد البيومى وغيرهم.. واكتفت الأغلبية منهم ب(الفرجة) على الأحداث أو الهروب خوفاً من القبض عليهم. - كشفت الأحداث فى الفترة التى سبقت أو أعقبت بيان القوات المسلحة بعزل مرسى ووضع خريطة طريق جديدة لمصر أن الإخوان هم أكبر (المستقوين) بأمريكا، والدليل على ذلك تصريحات عصام الحداد مساعد الرئيس السابق وابنه جهاد الحداد المتحدث باسم الإخوان وتأكيدهما أن أمريكا تدعم مرسى ولن تسمح بإسقاطه ومطالبتهما بإرسال قوات دولية للتدخل فى شئون مصر وفرض بقاء الإخوان ونظامهم بالقوة. - جاءت الاعترافات التى أدلى بها بعض القناصة المنتمين للإخوان أمام النيابة بعد القبض عليهم وثبوت تورطهم فى قتل 11 متظاهراً أثناء دخولهم مبنى مكتب الإرشاد، بأنهم مدربون على كل وسائل وفنون القنص وأن عددهم كان 150 قناصاً موزعين على طوابق المبنى الستة لتعيد إلى الأذهان قضية قتل الثوار أثناء ثورة 25 يناير فى ضوء تصريحات البلتاجى للواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية وقتها أنه على استعداد لإنزال القناصة من أعلى أسطح العمارات الموجودة فى ميدان التحرير، ولذلك فمن المهم إعادة فتح التحقيق فى هذه القضية. - أكدت التهديدات التى أطلقها بعض قيادات الإخوان والتيار الإسلامى وعمليات الإرهاب والعنف التى حدثت ودعوات البعض لتكوين مجلس حرب فى سيناء لمحاربة الجيش المصرى ووجود ترسانات ومخازن أسلحة فى كل المحافظات، أن هذا الملف لا ينبغى السكوت عليه ويجب ضبط هذه الأسلحة التى تهدد استقرار وأمن مصر.