دافع نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام، عن موقف حزبه ومشاركته في الاجتماع الذي عقده الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع مع رموز وطنية وشبابية لوضع "خارطة طريق" للمرحلة الانتقالية، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، مشيرًا إلى أن هذه المشاركة "جاءت لتقليل الشر ولكن عناد حزب "الحرية والعدالة" استمر حتى في اللحظات الأخيرة" وأضاف أن حضور المهندس جلال المرة، الأمين العام للحزب الاجتماع "أسهم في عدم إسقاط الدستور بالكلية والإبقاء على مجلس الشورى، وعدم تنصيب الدكتور محمد البرادعي الذي فوضته المعارضة للتحدث باسمها رئيسًا مؤقتًا، فضلاً عن تجنيب الدعوة خطورة وضعها ضمن معسكر ثار الشعب عليه وهو ما له أسوأ الآثار أمنيًا ودعويًا". واعتبر أن خطاب السيسي أثبت أن مليونية "لا للعنف" الجمعة قبل الماضية وما حدث فيها "كانت نقطة فارقة في الأحداث، وأن خطاب التكفير والعنف هو من أسقط الرئيس"، مشددًا على أن هذه الأحداث أكدت عمق نظرة الدعوة سواء في المبادرة الأولى أو الثانية أو إظهار استقلالية الدعوة أو عدم المشاركة في الفتنة، وعلى الأخوة عدم الانسياق وراء العواطف. من جهته، قال الدكتور رمضان النجدي، القيادي بالحزب: "نحن لم نشارك فى الانقلاب.. الانقلاب كان حادثًا حادثًا". وأضاف: "نحن شاركنا فى وضع الخريطة لما بعد الانقلاب.. توضع فى وجودنا ونحاول نقلل المفاسد"، ثم ذكر النجدي هذه المفاسد التي يقصدها، مشيرًا إلى أن محمد البرادعي الذي حضر ممثلاً عن حركة تمرد طلب دستورًا جديدًا ووافق على طلبه الأزهر والجيش لكن رفض ممثل حزب النور أمينه العام الشيخ جلال المرة. وتابع النجدي: "البرادعى بدأ يتحدث عن تغيير المواد المختلف عليها، اعترضنا واشترطنا مواد الهوية لا تمس، فوافق الجيش والأزهر، لافتا إلى أن أدركنا أن البرادعي يرتب أن يكون له دور فى المرحلة المقبلة.. اعترضنا، وطلبنا أفرادًا محايدة وخاصة رئيس الوزراء، وتمت الموافقة. واستدرك: "البرادعى طلب مجلسًا رئاسيًا.. اعترضنا، وتمت الموافقة.. وطلبنا ببقاء مجلس الشورى". إلى ذلك، رأى حزب "النور" السلفي أن إخفاق الإخوان المسلمين كان نتيجة طبيعية لممارسات خاطئة تراكمت حتى وصلنا إلى هذه الحالة من الانفصام المجتمعي والقتال بين فئة مؤيدة وفئة معارضة، أزهقت أنفس وأريقت فيه دماء، وقد تنبه حزب النور لهذا الخطر مبكرًا فقدم النصح للرئيس سرًا وجهرًا، وتقدم الحزب بمبادرة تلو الأخرى، وفى كل مرة ترفض الرئاسة، وكلما تأخرت الاستجابة ارتفع سقف المطالب حتى خرجت المعارضة من طور المعارضة السياسية إلى طور المعارضة الشعبية، ثم انضمت إليها كل مؤسسات الدولة، وحتى اللحظات الأخيرة حاولنا التفاوض من أجل منح الرئيس فرصة جديدة ففشلنا، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها. وقال الحزب في بيان له: إن حلم المصريين بعد ثورة شعبية عظيمة يتحرر بها من عهود الظلم والطغيان، أن ينجح أول رئيس منتخب من الشعب، ولكن للأسف الشديد تجربته انتهت إلى عزله وتعطيل مؤقت لدستور شارك المصريون في وضعه وبذل حزب النور جهدًا كبيرًا فيه. وأضاف: " كان علينا أن نسأل أنفسنا هل الأفضل أن ندخل بلادنا في فوضى لا نعلم متى تنتهي أم نعود إلى شعبنا فنصالحه ونعتذر إليه عن عدم تحقيق تطلعاته، لنمثله ثانية في تجربة جديدة أو على الأقل نحافظ على كوننا جزءًا من نسيج المجتمع ندعوه ونعمل على إصلاحه بدلاً من أن نكون مجموعات منفصلة عنه, نريد أن نحكم على أشلائه. وتابع: "قبل أن يقرر أحد أن يضحي بنفسه من أجل حكم الرئيس مرسي فعليه أن يفكر، فلعله يخسر الاثنين معاً, وأكثر من هذا أن يكتب التاريخ أن الحركة الإسلامية في مصر واجهت شعبها أو جزءًا كبيرًا منه على الأقل من أجل الحفاظ على كرسي الحكم, ومن المفترض أننا لم نتطلع إليه إلا لخدمة الشعب وتحقيق مصالحه". وأنهى الحزب بيانه بقوله: "إننا على ثقة كبيرة في الجيش المصري الوطني الذي أخذ عهدًا على نفسه في بداية الثورة أنه لن يوجه سلاحه إلى صدور الشعب المصري, ونطالب القوات المسلحة ووزارة الداخلية بعدم ملاحقة أبناء التيار الإسلامي حتى ولو كانوا ممن يخالفونهم إذا لم يكن هناك خروج على القانون, وكذلك عدم المساس بمساحة الحريات التي تعتبر من أهم مكتسبات الثورة المصرية".