دخل ابني العزيز عبد العزيز على المنزل قادماً من البحرين بصنفين من الحلوى حلوى يحملها في يمينه هي هدية البحرين المعتادة وهي حلوى أصدقائنا أسرة شويطر المحرقية العريقة والحلوى الأُخرى كان يفيض بها وجدانه وعقله وروحه كانت ثمار حضوره ملتقى البحرين الأول للنهضة الذي عُقد في منامة البحرين برعاية من مؤسسة الإسلام اليوم وشيخها الجليل أخانا الكبير سماحة الشيخ سلمان العودة وكان مهندسها المتبني لروح الفكرة ومنهجها التجديدي الصديق العزيز ا مصطفى الحسن ويرافقه ضابط الإيقاع الصارم الموسوعي في ثقافته وعلاقاته النشطة الأستاذ مشاري الغامدي وهي إضافة إلى ورقة الشيخ سلمان خليط من أطروحات ثقافية للمبشرين الإسلاميين الجدد كأخي العزيز المفكر د جاسم السلطان و أ نواف القديمي و ا طارق المبارك وغيرهم . وبحسب فهمي القاصر فان هذه الملتقيات تحاول أن تُنظم سياقا تجديديا للانطلاق الإسلامي في مسارات التفكير النهضوي وان كُنتُ أرى أنّ النهضة مصطلح لمرحلة ذات مشاريع متعددة في نقل الفكر والحياة في المنظور الإسلامي الممتنع والمتطور إلى العالم في خلاصته الكبرى فان جاز بكل تأكيد مناقشتها تنظيرياً , فاني اعتقد أن القراءة التطبيقية ومقترحاتها يُناسبها أن تُحتضن بمرحلة اليقظة فكراً ورؤى إبداعية تنفيذية في مفهوم الوعي الإسلامي الجديد بكل مساراته , والأفضل أن تحدد معالم الفصل بين المرحلتين وان تداخلت في بعض السياقات , لكن اختزال مرحلة اليقظة وذوبانها أخشى أن يؤدي وسط الحماس لرؤى التجديد والتمرد عن التقليدي الذي يجب فرز الحسن منه من القبيح فليس كله خطأ إلى سقوط زمني ومنهجي نوعي يُعوّم المشروع حتى لا يُعرف رأسه من قدماه خاصة للنخب الشبابية في الوطن العربي التي تحرص على إعادة صياغة المفهوم في قوالب تحت التصور الذهني والتطبيقي لا أن تستمر قراءات النقد لذات النقد دون حدود زمنية فيتيه الجيل من جديد. الملتقى حظي باهتمام خاص مشكور من الشيخ العودة خلال زيارته الأخيرة الأسبوع الماضي لمملكة البحرين وقيامه بفعاليات عديدة وكان لافتاً حجم الاحتفاء الرسمي والشعبي من كل المدارس السنية بالشيخ أبي معاذ وهو مؤشر جميل ورائع على احتضان البحرين لخطاب التجديد الإسلامي وخاصة في قامة كقامة الشيخ العودة المستحقة للاحتفاء في الخليج . ومبادرة الشيخ العودة إلى القرب من شباب التجديد بكل أطيافهم تفتح المزيد من الأبواب , حيث أُريد أن أؤكد هنا على مفهوم مهم وهو أنّ فكر التجديد هو في أصله ضرورة شرعية ومهمة عقلية لازمة كانت سائدة كرؤية في أوائل حركة الوعي الإسلامي منذ منتصف الستينات في فهمها للحديث النبوي :- يجدد لها أمر دينها -. وعليه فان كل الاتجاهات الإسلامية بما فيها التيار السلفي مدعوٌ للمشاركة حيث لا خلاف على الأصول إنما البحث والحكمة أين قصد الشارع الخير للأمة والإنسانية فيما ورد من النصوص , ولذا ارجوا مخلصاً أن تُفتح الآفاق والحوارات لا الصدامات بين أطياف التيار الإسلامي فالمشترك كبير وان وجد اختلاف مؤكد فهو أمر مفهوم لطبيعة الاجتهاد عند العقول وقراءاتها , وقد لا اتفق شخصيا مع تواضع فكري وقراءتي مع سماحة الشيخ العودة في بعض الرؤى أوردتُ ذلك للتمثيل , لكننا ومن المؤكد أننا نشترك في تحدي يمّس كل أركان المشروع الإسلامي بكل مساراته انه ليس تحدي البقاء لحياة الفكر الإسلامي في محضنه الاجتماعي العربي وحسب ولكنه تحدي الوصول والبلاغ للرسالة الخالدة لإنقاذ البشرية فكيف تنطلق لكل بيت حجرٍ ومدر وقد ثبت بها النص مالم تصنع قوافلها من شباب الأمة وخيارها , فدعوا الخلاف أو نظموه على الأقل وانطلقوا بكل قوتكم ولكن دون ضجيج فان رايات الخير غالبة على تمتمات التذمر والتشنيع على رواحل اليقظة ..فاستفيقوا يرحمكم الله قبل أن تقتلكم رياح الإحباط والبغضاء بينكم وفي رحالكم , فيصيح أعدائكم شكراً لكم لقد كفيتمونا خياركم . [email protected]