رأي الكاتب عبدالرحمن الراشد ان جماعة الاخوان المسلمين خسرت أكبر فرصة لهم الا وهي حكم مصر باعتبارها أكبر دولة عربية بسبب استعلائهم ، لافتا الى ان الاقصاء الذي نفذته الجماعة بحق القوى السياسية التي قامت بثورة 25 يناير. وقال الراشد في مقال نشرته صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية بعددها الصادر اليوم الخميس تحت عنوان " مرسي ضيع اللحظة التاريخية" :" خسر الإخوان اللحظة والتاريخ، وأضاعوا حكم أكبر دولة عربية، والذي جاءهم سهلا على طبق من ذهب. وكان الثمن المطلوب منهم للبقاء التعايش والمشاركة والقبول بنظام ديمقراطي متكامل". واضاف:" مرسي والشاطر والمرشد عجزوا عن السير في هذا الطريق، بعد أن فازوا في الانتخابات وصار من حق الإخوان الرئاسة، كحزب مصري لا يمكن إنكار وجوده، وشعبيته، ومعاناته بسبب إقصائه. مشكلة الإخوان يمكن اختصارها في كلمة واحدة: الفاشية"،حسب قوله ، وبقدر ما أن هذه الكلمة موجعة ومؤذية فإنها بكل أسف تصف بشكل صحيح الفكر الذي يقود التنظيم الإخواني. فالنازية كانت حركة وطنية في ألمانيا، والموسولينية كذلك في إيطاليا، وفازت في انتخابات ديمقراطية لولا أن هتلر وحزبه في ألمانيا ألغى المؤسسات وقرر تصفية منافسيه زاعما أن المشروع الوطني يبرر له إلغاء منافسيه. وتابع الراشد قائلا:" الإخوان ظلوا يتحدثون أنهم يؤمنون بالتعايش مع أصحاب الأفكار الأخرى، وهم مستعدون للقبول بنظام تداول السلطة سلميا، والأهم العمل ضمن المؤسسات. إنما فور بلوغهم السلطة تعجلوا بالصدام مع القوى السياسية التي قامت بالثورة. أقصوا القوى التي صوتت لهم، من شباب وناصريين وغيرهم، والذين تحالفوا مع الإخوان جميعا ضد المرشح المنافس لهم الفريق أحمد شفيق. ثم دخل الإخوان بعد وصولهم للرئاسة في عراك مع مؤسسات الدولة: أرادوا إبعاد مفتي الجمهورية، وطرد شيخ الأزهر، وعزل النائب العام، وتغيير كل قيادات القضاء، وعزلوا حتى المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع، الذي وقف مع الثورة ومكّن الإخوان من الرئاسة. كل هذه القوى المجروحة شكلت جبهة ضد الإخوان، بالتحالف مع المبعدين أصلا، مثل الأقباط، ومن يسمون بالفلول، وهم يقدرون بعشرات الآلاف من أعضاء الحزب الوطني، والأقاليم، والمؤسسات الحكومية". واشار الكاتب الى ان الاخوان خسروا أعظم فرصة لهم لحكم مصر، الدولة الأهم والأكبر في العالم العربي، بسبب استعلائهم. كما أفقدوا الشعب المصري أعظم فرصة في انتقال تاريخي نحو نظام ديمقراطي مدني سلمي يغير البلاد.