رغم اختلافي الكبير مع أحمد عبد المعطي حجازي ، إلا أني أتفق معه في قراره الأخير ، بترشيح الشاعر الكبير سيد حجاب لتمثيل مصر في مهرجان مديين العالمي للشعر في كولومبيا في الفترة من 24 من يونيو وحتى 2 من يوليو 2006. بدلا من الصحفي بمجلة نصف الدنيا أحمد الشهاوي . لايختلف عربيان أو مصريان في أن الفارق بين حجاب والشهاوي ، فارق كبير وهو ذات الفارق بين "الشعر" و"الفهلوة". كانت "لجنة الشعر" بوزارة الثقافة سترتكب أكبر حماقة في حق مصر وسمعتها على المستوى الشعري ، إذا انساقت خلف "تنطيط" الشهاوي واتصالاته المستمرة من القاهرة بمنظمي المهرجان بكولومبيا ، لترشيحه "وحده لا شريك له " ليمثل مصر باعتباره الشاعر الوحيد والأوحد والذي لا تجود أرحام النساء المصريات بمثله إلا كل عشرة قرون من الزمان ، ليفرض على الطرفين نفسه ليس بقوة "الموهبة" ولكن بسلطة "الفهلوة" وفن إدارة العلاقات العامة . لم يحترم الشهاوي قرار لجنة الشعر الذي كان هو عضوا سابقا فيها ، وجاملته هو وزوجته الكاتبة ميرال الطحاوي ، أكثر مما يستحقان. وراح يكيل الشتائم والسباب ل أحمد عبد المعطي حجازي ، واتبع ذات السبيل الذي اتبعه من قبل ، والذي صنع من خلاله "مجده" المُهندس كلاميا وإعلاميا ، بالشوشرة والصوت العالي واتهام الآخرين ب"الظلامية" إن كانوا من الأزهر ، أو بالضعف والبلادة إذا كانوا من أهل الأدب والشعر مثل حجازي ! الشهاوي أصدر بيانا ، وزعه على خلق الله تحدث فيه عن "فساد" لجنة الشعر طبعا بعد أن تركها وهدد بأنه سيسافر لحضور المهرجان "رغم أنف حجازي " الذي اتهمه أنه استبعده بسبب "الغيرة" من نجاحه وتفوقه وتربعه أميرا وحيدا على "حجر" الشعر العربي ، رغم أن الشهاوي لا علاقة له لا بالشعر ولا بالنثر ، والحال أنه شاطر فقط في إدارة تواضع موهبته الشعرية اعلاميا . وفي هذا السياق أذكر وأنا أعمل رئيسا لتحرير شبكة إخبارية عربية شهيرة ، أن أهداني الزميل أحمد الشهاوي ديوانه "وصايا في عشق النساء"، قمت بدوري بتسليمه لرئيس القسم الأدبي وأوصيته أن يكتب عنه عرضا في الصفحة التي يشرف عليها، و لكثرة انشغالي نسيت أمر الديوان وما إذا كان قد عمل زميلي المشرف على الصفحة بوصيتي أم لا. ومرت شهور عدة، و لم يرد لديوان الشهاوي ذكر لا في صحف قومية أو حزبية أو مستقلة، إلا تلك التي تكتب على سبيل المجاملة لزميل أو صديق له هنا أو هناك، إذ يبدو أنه شأن أي عمل أدبي آخر "ولد ميتا" لأسباب كثيرة أهمها أنه لم يعد ثمة ما يشغل الناس في مصر أكثر من البحث عن "لقمة العيش". وأعتقد أنه لم يسمع أحد في مصر عن ديوان الشهاوي - حتى ذلك الحين- إلا المؤلف وأصدقاؤه المقربون. وفجأة بات أحمد الشهاوي وديوانه ملء السمع والبصر، وبعد أن كان "وصايا في عشق النساء" مكدسا مهملا عند باعة الصحف على الأرصفة والأكشاك، بات الناس يتلهفون اقتناءه، وبعد أن كان الشهاوي صحافيا يكتب الشعر، بات "شهيد الإبداع" في مصر، وضيفا مقيما في كل ندوة تعقد في عواصم عالمية، وفاقت شهرته شهرة طه حسبن والعقاد ونجيب محفوظ وأحمد زويل ومجدي يعقوب، بل بات مدعوا لتفسير "سور من القرآن الكريم" وفقا لرؤيته الشعرية والصوفية كما حدث في 12 يونيو عام 2004 حيث دعي الشهاوي لحضور "مهرجان الشعر العالمي" في "بروتردام" بهولندا. والمفارقة أن المهرجان - ولتتأمل معي أخي القارئ هذا العنوان جيدا - عقد تحت لافتة "الكتاب المقدس في الديانات المختلفة"، وقدم الشهاوي خلالها ورقة حول "الشعر في القرآن الكريم" !! ولا ندري ما هي علاقة زميلنا العزيز أحمد الشهاوي الصحفي في مجلة تعنى ب"شؤون النساء" -مجلة نصف الدنيا- وعروض الأزياء وجمال المرأة وخفة دمها، بقضية تتعلق بعلوم القرآن؟!!. هذا ما سنتناوله غدا إن شاء الله تعالى بالتفصيل وبالوقائع [email protected]