ليعذرني رئيس التحرير فانا اليوم ساتحلل من المقال الرياضي، فالأمور النفسية ليست على ما يرام لكتابة مقال اتحدث فيه عن الكرة وصراعاتها! فقد بدأت صباحي بقراءة خبر نشرته "المصريون" عن ضباط مباحث قسم الوراق الذين مارسوا شجاعتهم وقوتهم وقاموا بتعليق امرأة مسكينة من قدميها بعد أن البسوها بنطلونا، ليجبروها على الاعتراف بسرقة خاتم مخدومتها زوجة المهندس الذي استعان بنفوذ قريبها سيادة "العميد"! وعندما اخبرتهم بأنها حامل قاموا بركلها في بطنها حتى نزفت، وانتقلت الى ربها داعية على هؤلاء الظالمين الذين فاقت همجيتهم التتار، ولم يفعل اليهود ما فعلوه! خبر فظيع توقعت ان تقوم بسببه القيامة في مصر، وان يسرع وزير الداخلية باحالة ضباط قسم الوراق الى التحقيق ليتأكد من صحة الخبر، وأن يصدر بيانا يشرح للناس الاجراءات التي اتخذها ضد قتلة لا قلب لهم ولا ضمير، مارسوا فتونتهم وبلطجيتهم وقانون الطوارئ على امرأة! لم يشعروا بذنب ولم يرتدع لهم ضمير، فهي في رأيهم مجرد خادمة من قطيع اسمه شعب مصر، لا حرمة له ولا كرامة. لقد اخبروا اهلها بدم بارد بأنه حصل لها نزيف في زنزانتها وماتت، وبالطبع سيستخرجون لها بسهولة شديدة تقريرا يقول إنها ماتت بصورة طبيعية ومعه تصريح الدفن! إنها كارثة.. أي مكالمة تليفونية هذه التي يكون ثمنها امرأة حامل لا ظهر لها يسندها، كيف يستطيع عميد بهاتفه المحمول أن يحرك ضباط شرطة قسم الوراق ليقتلوا هذه المرأة بكل سهولة كأنهم يذبحون دجاجة مصابة بانفلونزا الطيور؟! حدث مثل هذا لا يجب أن يمر بسهولة.. هل قرأه احد من اعضاء مجلس الشعب لكي يقدم طلب احاطة عاجلا الى وزير الداخلية.. هل نسمع غدا عن اجراء يريح قلوب الآلاف الذين طالعوا خبر مقتل امرأة حامل بعد تعذيبها على يد رجال المفروض انهم يكرسون الأمن ويحفظون حياة الناس! هذه امرأة من الرعية الذين انتخب الرئيس مبارك رئيسا لهم لفترة جديدة في العام الماضي، فهل يعير ما حدث لها اهتماما، هل نسمع أنه طلب من وزيره أن يحقق في ملابسات ما حدث. نرجوه ان يقرأ سيرة عمر بن الخطاب في زمن خلافته فربما يؤثر ذلك فيه ويتخذ القرار العادل الذي ننتظره منه. الحدث الثاني الذي تأثرت له هو اللقطة التي وزعتها منتديات الانترنت وتحدثت عنها صحيفة صن داي تايمز البريطانية للزميلة الاعلامية العراقية أطوار بهجت. لقطة فظيعة.. القتلة يمسكون بامرأة عارية من نصفها الأعلى ويقومون بذبحها من رقبتها وهم يكبرون وهي تصرخ! لقد شاهدنا اللقطة وتاكدنا بأنها امرأة اخرى غير زميلتنا واستمعنا الى شهادة المرأة عبر قناة العربية الفضائية وهي التي قامت بتغسيل جثتها، بأن رأسها لم تكن مذبوحة أو مقطوعة. لكن اللقطة فظيعة والصحف العالمية تناقلتها على ان هذا من فعل مسلمين يكبرون وهم يذبحون امرأة لا لشئ سوى انها صاحبة رأي وقلم! الفظيع ان مصادر في يغداد تحدثت عن بيع السي دي الذي يحمل هذه اللقطة المتوحشة على أرصفة عاصمة الرشيد! ما هذا الذي يجري.. هل هذه هي الديمقراطية وواحة الحرية والعالم الأكثر أمنا الذي تتحدث عنه أمريكا؟! [email protected]