كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن ارتفاع أعداد المرضى النفسيين في مصر إلى 10 ملايين شخص، بزيادة أربعة أضعاف عن الإحصائيات المحلية التي سبق أن قدرت عدد المرضي بما لا يتجاوز 2.5 مليون فقط. وأرجع التقرير زيادة عدد حالات الإصابة بالمرض النفسي بين المصريين إلى كثرة الضغوط الاقتصادية التي يتعرضون لها؛ ومنها: زيادة هموم الأسر المصرية نتيجة للفروق الصارخة في مستويات الدخل ، وارتفاع أسعار السلع الأساسية ، وزيادة المشاكل الاجتماعية والنفسية تبعًا لذلك. وأشار إلى أن سياسة الحكومة المصرية أدت إلى إصابة المصريين ب 48 نوعًا من الاكتئاب، محذرًا من ظهور أمراض نفسية جديدة وخطيرة في المجتمع المصري كالهوس واكتئاب الأطفال والميل إلى الانطوائية. من جانبه، أكد أحمد العيسوي أستاذ الطب النفسي أن هناك 4.5 مليون مصري مصاب بالاكتئاب وحوالي نصف مليون مريض مصاب بالفصام ، فضلاً عن نصف مليون مريض بالصرع ، مما أدى إلى ارتفاع نسبة المنتحرين في مصر وامتدادها إلى فئات عمرية متعددة ؛ نظرًا للظروف السيئة التي انعكست بالسلب على كل مناحي الحياة القائمة لدى المصريين. وأشار إلى أن الحكومة لا تعطي اهتماما لمعالجة مثل هذه الأمراض ، سواء بالرعاية أو من خلال تغيير سياستها، مضيفا أن دراسة أخرى كشفت ارتفاع نسبة المصابين في المدن وخاصة القاهرة إلى حوالي 41 في المائة. وأوضح العيسوي أن هناك صلة وطيدة بين تلك الأرقام وزيادة الفقر والقهر والممارسات الأمنية للنظام البوليسي الحاكم التي زادت من نسبة المرض، محذرًا من أن هذه الأرقام تمثل جرس إنذار من تزايد نسبة المرضى النفسيين خاصة لدى الشباب مما قد ينذر بكوارث لا حصر لها.