بقاء مرسي هو أقل خيار محفوف بالمخاطر لمصر وللمنطقة، هكذا أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت العبرية" في تقرير لها أمس لافتة إلى أن المصريين "يخشون أكثر من أي شيء يوم ال 30 من يونيه، اليوم الذي تعهدت فيه المعارضة بالبدء بموجة مظاهرات ضخمة ضد النظام الحاكم". وأوضحت أن "التعامل مع أعمال الشغب المتوقعة سيكون أحد أصعب اختبار لمرسي، إذا خضع واستسلم فإن مصر ربما تعود في أحسن الأحوال للوراء، لفترة الحكم العسكري، وفي أسوأ الأحوال قد يتدهور الوضع لفوضى"، مضيفة أن "بقاء مرسي ربما يكون أقل خيار محفوف بالمخاطر سواء لمصر أو للمنطقة". وبعنوان "مرسي ينهي عامه الأول ..قويا في الخارج..ضعيفا في الداخل"، أشارت الصحيفة العبرية إلى أن الدكتور المتخصص في هندسة المواد لم يكن من المفترض أن يخوض انتخابات الرئاسة في مصر، إلا أن تنحية أحد المرشحين حوله من شخص مجهول لا يعرفه أحد ما، إلى وارث عرش مبارك المخلوع، وبعد عام من حكمه، شعبيته تتراجع بشكل مستمر، إلا أن قدرتها على البقاء تثير الإعجاب وتستحق شهادة تقدير. وقالت إن "الصعود النيزكي لمحمد مرسي، الرجل الرمادي في فريق قيادة الإخوان المسلمين، تعتبر ظاهرة استثنائية وغير عادية، ملابسات عرضية دفعت الدكتور في هندسة المواد الذي لم يكن معروفا في العالم إلى مركز الأضواء السياسية للشرق الأوسط". وأضافت "هذا الشهر يمر العام الأول من حكم مرسي ما يعد فرصة جيدة لتقييم أدائه سياسيا، وتقييم كيف واجه واحدة من أصعب الوظائف بالعالم؛ ألا وهي قيادة بلد مكون من 80 مليون نسمة وعلى حافة الإفلاس؟، السؤال الوحيد الذي يمكن بسهولة الإجابة عليه هو هل نفذ الإخوان وعدهم الذي تعهدوا به من 80 عاما بالقضاء على الفساد وتحسين وضع مصر؟ الجواب هو: لا". وبعنوان فرعي "السياسة الخارجية.. هل هي تعويض عن الأزمة الداخلية؟"، قالت الصحيفة العبرية إنه "بينما كان مرسي يكافح على صلاحياته ضد القضاء والجيش، ظهر كسياسي موهوب في الشئون الخارجية، رغم انعدام خبرته، واستغل عضويته في جماعة الإخوان المسلمين لفرش حمايته ورعايته على قطاع غزة، ونجح في تحقيق وقف إطلاق النار بين الأخيرة وإسرائيل". وقالت إن الأمر أظهر تأثير مرسي على القطاع، وبعد تلك الوساطة فاز بدعم الحكومة الأمريكية، ورأت فيه واشنطن جزءا من طيف تحالفها مع الإسلام المعتدل جنبا إلى جنب مع تركيا ودول الخليج. ولفتت إلى أن مرسي تعرض لضغوط شديدة من قبل الإسلاميين الذين طالبوه بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وتقديم مساعدات عسكرية لحماس، إلا أنه في الحرب التي شنها لشهور أثبت أنه مستعد لمحاربة ظاهرة الإرهاب بسيناء، والعمل على إغلاق أنفاق غزة بشكل أكثر حزم من سلفه مبارك. وأضافت أن مرسي لم يخش تجديد العلاقات مع روسيا رغم التوتر السابق بين البلدين، وذلك على الأرجح للضغط على الأمريكيين كي يواصلوا تقديم منحتهم السنوية لمصر والتي تقدر ب 1.5 مليار دولار، وهو الأمر الذي أتى ثماره وتحقق بعد ذلك. وبعنوان فرعي آخر "سيستمر في تمكين سلطته"، قالت الصحيفة إن العقبات في طريق مرسي ليست بسيطة، وعلى رأسها إعادة محاكمة مبارك والانتخابات البرلمانية الجديدة وتشديد السيطرة على الجيش، وأولا وقبل أي شيء، الأزمة الاقتصادية؛ موضحة أنه بينما تتعزز المعارضة للرئيس في المدن، لا يزال هو مدعوما من قبل الأغلبية في المناطق الريفية. وأوضحت أن "مصر لا تزال بعيدة عن الاستقرار، اقتصاديا وسياسيا، والثورة التي بدأت قبل أكثر من عامين لا تزال في ذروتها، بينما شعبية مرسي في انخفاض دائم مع زيادة وتفاقم الفقر، إلا أنه برغم ذلك تعد قدرة الرئيس المصري على البقاء في مثل هذا الوضع الحساس والاستمرار في السيطرة عليه، أمرا يعد إنجازا مثيرا للإعجاب". ولفتت إلى أنه لا يجب إغفال خلفية مرسي الإسلامية فكلما زادت سلطته كلما حاول تعزيز قبضة الإخوان في البلاد، كذلك علاقته ستظل معتدلة مع تل أبيب، طالما تحتاج القاهرة وبشدة المعونة الأمريكية، مضيفة أنه رغم اجتياز مرسي للاختبارات الأولى للرئاسة بنجاح إلا أن عدم وجود حل للأزمة الاقتصادية يمكن أن يقوض النظام.