كشفت دراسة أمريكية حديثة أن المد الإسلامي الجهادي في شمال إفريقيا يشكّل عنصر تهديد للأمن الأمريكي والغربي أكبر بكثير من التهديد الذي تمثله فروع القاعدة في العراق وأفغانستان واليمن وسوريا. وقال الباحث يونا ألكسندر، مدير المركز المشترك المتخصص في دراسات الأمن والإرهاب :" إن القاعدة في شمال إفريقيا أقرب للولايات المتحدةالأمريكية ودول غرب أوروبا من القاعدة في أفغانستان وباكستان، وإن القاعدة تحاول إعادة تنظيم صفوفها في شمال مالي وتونسوالجزائر". وحذّر مختصون من المعهد الدبلوماسي الأمريكي المقرب من وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، من رد فعل القاعدة والجماعات السلفية الجهادية في شمال إفريقيا، على العمليات العسكرية الفرنسية في شمال مالي، والتي قد تشمل دولا غربية عدة، منها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وصنفت الدراسة الأمنية، القيادي الجزائري مختار بلمختار، أمير كتيبة الموقعون بالدماء، وأبو مصعب عبد الودود (عبد المالك درودكال) أمير القاعدة في بلاد المغرب، على أنهما من أخطر قادة القاعدة والتيار السلفي الجهادي. وقالت الدراسة أن مختار بلمختار قفز من مجرد قائد لفصيل مسلح في الصحراء، إلى أحد قادة الصف الأول في تنظيم القاعدة العالمي بعد أحداث المنشأة النفطية في (عين أمناس) بالجزائر، مشيرة إلى سعي مختار بلمختار بالتعاون مع إسلاميين في تونس وليبيا والجزائر ومالي ونيجيريا، لتشكيل خلايا نائمة في مدن أمريكية ومناطق عدة في العالم. وتناولت الدراسة عمليات تجنيد مواطنين غربيين في صفوف القاعدة وحركة (التوحيد والجهاد) في شمال مالي، وأشارت إلى أن طموحات، أبو مصعب عبد الودود، تتجاوز الجزائر لتصل إلى دول غربية، في الضفة الشمالية من البحر المتوسط. وصنفت الدراسة الحديثة التي أصدرها المعهد الدبلوماسي الأمريكي 4 منظمات على أنها الأكثر تهديدا للأمن الغربي في شمال إفريقيا وللمصالح الأمريكية، وهي حركتا (أنصار الدين) في مالي و(أنصار الشريعة) في كل من تونس وليبيا، و(القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) و(التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا).