وضع محمد بركات صانع العاب الأهلي نهاية مشواره الكروي، إذ أبلغ لجنة الكرة والجهاز الفني أن مباريات الدورة الرباعية المحددة لبطل الدوري هذا الموسم، ستمثل الظهور الأخير له علي ملاعب كرة القدم، مؤكداً أنه فكر كثيراً قبل إعلان اعتزاله، خاصة أن القرار لم يكن بالسهل، مشيراً إلي أن صلاة الاستخارة حسمت قراره. وعلى رغم من انه في أوج تألقه، إلا أن الزئبقي فضّل الانضمام إلي قائمة النجوم التي اعتزلت في مجدها، بخلاف بعض اللاعبين الذين غادروا الملاعب من الأبواب الخلفية. ورفض اللاعب الكشف عن وجهته المقبلة، بعد أن أشارت بعد التقارير إلي اقترابه من تقديم أحد البرامج الفضائية، مشدداً علي انه سيحصل علي فترة استجمام، قبل الإعلان عن خطواته المستقبلية. ويعد بركات من أبرز لاعبي الكرة خلال العقد الأخير، إذ بدأ مشواره مع السكة الحديد وكان قاب قوسين أو أدني من الانتقال إلي القلعة الحمراء في نهاية التسعينات، ولكن الإصابة منعته من تحقيق حلمه، ليذهب إلي الاسماعيلي ويبدأ معه مشوار التألق خاصة بعد أن قاده للفوز ببطولتي كأس مصر والدوري العام، وفي موسم 2002-2003 خاض الزئبقي أولي تجاربه الاحترافية، بعدما انتقل إلي الأهلي السعودي، وقدم معهم مستويات مبهرة جعلته هدفاً للعديد من الأندية الخليجية، لكنه فضل الانضمام إلي العربي القطري ليلعب تحت قيادة البرازيلي كارلوس كابرال، ويزامل المهاجم الأرجنتيني جابريل باتيستوتا، ولكن تلك التجربة لم يكتب لها النجاح نظراً للإصابات المتتالية التي تعرض لها، ليقرر بركات العودة إلي القاهرة والانضمام للمارد الأبيض، إلا أن مسئولي الزمالك رفضوا التعاقد معه بعد أن أكدت الفحوصات الطبية إصابته بإصابة مزمنة، لينتقل اللاعب إلي الأهلي بعد إصرار شديد من البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأحمر وقتها، في صفقة صاحبتها كثيراً من الانتقادات، خاصة وان بركات مصاب. سطر "ملك الحركات" تاريخاً مشرفاً مع القلعة الحمراء، إذ قاده للفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا، في أولي مواسمه، بعدما نجح في تسجيل ستة أهداف، تصدر بهم هدافي البطولة الإفريقية، وقادته للحصول علي لقب أفضل لاعب أفريقي محلي، فضلاً عن كونه أول لاعب مصري يحصل على جائزة أحسن لاعب بالقارة السمراء من هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، لينضم بعدها إلي تشكيلة المنتخب الوطني خلال بطولة الأمم الإفريقية 2006، التي فازت مصر بلقبها وسط أداء أكثر من راقي من بركات مهد له الدخول في تشكيلة منتخب أفريقيا بالعام ذاته، وبعد موسمين أكثر من رائعين فاز خلالهما اللاعب بكل البطولات التي شارك فيها سواء محلية أو قارية، هاجمت الإصابات لاعب الاسماعيلي السابق، ليشارك علي فترات مع فريقه، ويبتعد عن تشكيلة المنتخب التي فازت بكأس الأمم 2008، وبعد فترة من الغيابات استعاد بركات بريقه الكروي ليقود فريقه للعديد من الانتصارات، فضلاً عن عودته للمنتخب مرة أخري حالماً بالمشاركة في كأس العالم 2010 التي أقيمت بجنوب أفريقيا، ولكن أحلامه تبخرت بعد الهزيمة من الجزائر في مباراة فاصلة، ليعلن بعدها اللاعب اعتزاله اللعب الدولي. عقب مذبحة بورسعيد في فبراير من العام الماضي، اتخذ بركات قراراً بالاعتزال بعد الأحداث التي شهدها الملعب ووفاة 72 مشجعاً من أنصار الأهلي، إلا أن لجنة الكرة والثنائي محمد أبو تريكة ووائل جمعة لعبا دوراً كبيراً في إقناع اللاعب بالتراجع. "بصوا يا جماعة علشان محدش يكلمني تاني في الموضوع دا ، أنا أخر موسم دا ليا وخلاص اعتزلت بشكل رسمي" كانت هذه أخر تصريحات محمد بركات، عقب مران الأربعاء الماضي، ليكتب بذلك فصل النهاية في حياته الكروية، بعد تتويجه ب24 بطولة مختلفة مع المارد الأحمر.