التعدد.. كلمة مرعبة تفر منها النساء فرًا.. وحكم إلهي متناغم مع قلب الرجل ذي الأربع حجرات.. نعم كلهم معددون مهما خدعونا وطربنا لكلمات الغزل التي لا تخلو من كلمة أنتِ الوحيدة في قلبي.. يقولونها بألسنتهم وتكذبهم أعينهم.. فكلهم معددون ولو فشلوا في التعدد على الأوراق الرسمية عددوا بأعينهم وخيالهم.. خدعونا أكبر خدعة في التاريخ البشري وانسقنا لهم.. فقد كانت الظروف والملابسات أكبر مروض للوحوش الشرسة حتى صارت أليفة ومستأنسة.. ونفس الظروف والعادات هي ما جعلت المرأة تعتلى عرش الزوجية منفردة دون المنازعات الثلاث والمشاركات غير المرغوب فيهن.. وجرت العادات على نبذ التعدد فاختلطت الأمور عند الرجل والمرأة.. فأخذ بعض الرجال صف النساء واستأنس القهر والحرمان من حقوقه واكتفى باختلاس النظرات والهوى البريء.. أو أدرك بعضهم حجم الألم الذي قد يسببه لشريكته فترك الأمر راضيًا محتسبًا.. وهناك من لا يلتفت لهذا أو ذاك فالظروف المادية لا تدع له مجالًا للاختيار.. والحقيقة لو خير الرجل دون أي ضغوط لاختار التعدد.. ولو خيرت المرأة بين الرجل الواحد أو أن تجمع بين الأربعة رجال لنبذت التعدد.. تلك هي الحقيقة المؤسفة.. فقد تطالب الرجل بألا يتزوج عليها لأنها لا تتزوج عليه.. ولو أعملنا العقل لوجدنا الأمر مستقيمًا ومعقولًا.. ولكن نسيت المرأة أنها خلقت من ضلع الرجل وأن البدن الواحد قد يحمل أربعة أطراف.. ولكن الطرف الواحد لا يستطيع أن يحمل أربعة أبدان.. فمن أجل الإنصاف.. وللإنصاف فقط.. المرأة غير الرجل.. وإذا نظرت للفطرة التي فطرنا الله عليها تجد أن الأصل هو التعدد فللرجل أربع زوجات وأولاد كثيرون، وعليه العمل لتوفير الأقوات وعليه تعلم العلم الشرعي وعليه الجهاد في سبيل الله كلها مناقب قد تضيف نقاطًا إلى رجولة الرجل وقدراته فهو مفطور على إدارة مجتمع صغير به كثير من الزوجات والأبناء.. فالأمر ليس محصورًا في الشهوات إلا عند خفاف العقول فلم يمنح الرجل من وجهة نظري كل هذا من أجل التقلب فى أحضان النساء.. وإلا ما استقام الأمر وضاعت المجتمعات.. ولكن منحه الله هذا من أجل أن تزداد كفاءته وقدرته في الإدارة والعمل. فترك السبب الرئيسي.. وأخذ المتعة ورمي الواجب.. وكانت أول انتقاصات الرجولة وأول أسباب فشل المجتمعات.. وهنا سلبت المرأة الرجل حقه في التعدد.. فلما يعدد وقد ترك الواجبات وأراد فقط الحقوق.. وازداد الأمر سوءًا.. فقد تنازل عن رجولته شيئًا فشيئًا إلى أن أصبح أحدهم يجلس بالمنزل وتخرج امرأته للعمل وتعوله.. هنا فقد الرجل آخر حائط صد لرجولته فقد حرم نفسه حتى الكلام والرأي داخل منزله.. فمن لا يملك قوته لا يملك قراره.. وحتى يعود الرجل للتعدد عليه استرداد رجولته كاملة.. فعليه أن يعمل بجد ويوفر الأقوات ويعول المرأة بما تحمله الكلمة من معنى ويتعلم العلم الشرعي ويجاهد في سبيل الله ويعرف معنى العدل ويطبقه.. يقدم كل ما عليه من واجبات.. فتعلو رجولته ونخوته يومها فقط يستطيع ألا يمارس التعدد خلسة بالنظر.. ولكنه سيطلبه فيطاع.. فكما فطر الرجل على التعدد فالمرأة أيضًا فطرت على قبوله فرجلها المجاهد وطالب العلم الذي يسعى على الأقوات وله ثلاث زوجات غيرها قد يمنحها القليل من الوقت.. وهي أيضًا ليس عندها وقت له إلا القليل فهي متزوجة بعد البلوغ بسنوات قليلة منجبة كثيرًا من الأبناء والبنات تربيهم وتدير أمور منزلها وتتعلم العلم الشرعي وتعلم أولادها ولها باع في العمل الخيري.. فمن أين لها بوقت تمنحه للرجل!! فقد اتسع الوقت بسبب الفراغ وظهرت آفاته. والعجيب أن يفشل الرجل فى زواجه الأول فيداوي فشله بالتعدد.. رغم أن التعدد لا يصح في نظري إلا إذا نجح في الزواج الأول.. كأن تبنى مصنعًا فينجح فتبني مصنعًا آخر.. ومنهم من يتزوج من أجل المتعة وفقط يذكرني بمن يدخل المكتبات الكبيرة ليلتقط الصور بجانب الكتب.. وما بنيت المكتبات العظيمة إلا من أجل المثقفين الذين يعملون كخلايا النحل. انظر لواجبات الرجل المسلم من جهاد وعلم شرعي وتوفير أقوات وسعي في سبيل الله وإقامة العدل بين زوجاته.. لتعلم لماذا لم يسمح بالتعدد للرجال في الأديان الأخرى.. الحقيقة جميعنا ضل الطريق... اعمل ما خلقت من أجله وكن رجلًا يأتي إليك التعدد راكعًا.