عاد الحديث مجددًا عن "الدور" الأمريكي، فى صوغ المستقبل السياسى لمصر!!.. وتعددت المقالات التى تقول إن واشنطن "غاضبة" من الإخوان.. وأنها تخلت عن "مرسي".. ثم يجرى البناء على هذا الكلام، والخروج منه بنتائج تجتمع عند رأى واحد، يزعم بأن هذا الغضب الأمريكى سيعجل من انهيار نظام حكم الإخوان المسلمين! هذه الثرثرة تصدر من مثقفين كبار، وقادة سياسيين، ومن أكاديميين، ومتخصصين فى العلوم السياسية! وفى تقديرى أن هذا الجيل من قادة الرأى والسياسة، لا يزال مسكونًا بهاجس وبعقدة "الخواجة"، ويعتقد بقدرات "الرجل الأبيض" وتفوقه على بقية خلق الله.. ولعله يبنى مقارباته وفى عقله "رامبو" الأمريكى "السوبر" الذى يعتمد رؤساء وملوك العالم ويقيلهم. أخشى أن يأتى يوم ويكتب أحدهم عن "ثورة يناير الأمريكية"، كما كتب من قبل الصحفى الراحل محمد جلال كشك عن "ثورة يوليو الأمريكية". هذا الكلام يعطى لواشنطن ما لا تستحقه، ويعد إهانة إضافية لثورة يناير، بعد الأكاذيب التى تعمدت التقليل من قدرة المصريين على تقرير مستقبلهم السياسي، أو الثورة على الطغاة، حين زعموا أن ثورة يناير صنعها عشرة آلاف مقاتل من حركة حماس الفلسطينية!! ثورة يناير.. كانت إبداعًا خالصًا للمصريين.. والذى طرد مبارك من قصور السلطة هم المصريون وحدهم.. وليس "رامبو الأمريكاني".. ومن جاء بالرئيس مرسى إلى الحكم هم المصريون وليس الأمريكيين. عصر الوصاية الأمريكية على حاضر ومستقبل مصر، انتهى إلى الأبد، بعد ثورة يناير.. وفى مصر الآن رأىٌُ عام له هيبته الكبيرة، وله الكلمة الأخيرة فى تقرير مصيره.. وكما نعلم فإن الأمريكيين، وكذلك القوى الغربية، لا تحترم إلا الدول التى بها رأى عام قوى يفرض احترامه على نظامه السياسي، ويردع أية قرار دولى يتعلق بشئونه الداخلية. قد نختلف مع الرئيس المرسي، ومع جماعة الإخوان المسلمين، ولكنه اختلاف سياسى داخلي، على خلفية وطنية.. ولا يجوز أن يحملنا هذا الخلاف وهذا الغضب من الأداء السيئ للرئاسة، ومن التدخل الإخوانى فى شئونها، على أن نهيل التراب على أجمل إبداع سياسى للمصريين "ثورة يناير".. ونجعلها "لقيطة" مضطربين وحائرين فى البحث عن أصلها وفصلها.. ننسبها مرة ل"حماس" ومرة أخرى ل"واشنطن"! هذا كلام لا يصدر إلا من الفاشلين والعاجزين.. ومن نخبة "قليلة الأدب" فعلاً.. إذ كان عليها أن تتأدب مع الشعب المصري، وتتحدث بإجلال ووقار عن ثورته العظيمة. أعيد وأكرر هنا أن الشعب، هو الذى أطاح بمبارك.. وهو الذى جاء بمرسي.. وهو الذى سيقرر مصير الأخير وجماعته.. كما قرر مصير الرئيس السابق وحزبه الوطني. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.