تراجعت الحكومة التركية أمس السبت وفتحت الطرق المؤدية إلى ساحة تقسيم بإسطنبول في اليوم الثاني من صدامات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين ينددون بسياستها أسفرت عن سقوط 79 جريحاً وإعتقال 939 متظاهراً كما أعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر. وأعلن وزير الداخلية في المساء أن الصدامات العنيفة التي دارت يومي الجمعة والسبت بين متظاهرين وقوات الشرطة في اسطنبول والعديد من المدن التركية الاخرى أسفرت عن سقوط 79 جريحا، هم 53 مدنيا و26 شرطياً، وإعتقال 939 متظاهراً. وأعلن الوزير بحسب ما جاء بالوكالة الفرنسية إن الموقوفين ال939 إعتقلتهم الشرطة خلال أكثر من 90 تظاهرة جرت يومي الجمعة والسبت في 48 مدينة في سائر انحاء البلاد. ونددت منظمات عدة لحقوق الانسان بعنف الشرطة واكدت منظمة العفو الدولية سقوط قتيلين واكثر من الف جريح -وهي ارقام لم يؤكدها اي مصدر رسمي وفقا لما ذكرت وكالة "اونا". ودعت الولاياتالمتحدة وبريطانيا الدولتان الحليفتان الحكومة التركية إلى ضبط النفس بينما تظاهر مئات الأشخاص مساء السبت في نيويورك للتعبير عن دعمهم للمتظاهرين في تركيا. وبعدما واجه إحدى أكبر حركات الإحتجاج منذ تولي حزبه الحكم العام 2002، أمر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قوات الامن بالانسحاب عصر السبت من ساحة تقسيم وحديقة جيزي التي كان اعلان العزم على هدمها الشرارة التي اشعلت الصدامات. وعلى الفور، تدفق الاف يحملون الاعلام التركية الى المكان متحدين رئيس الحكومة على وقع الهتافات “نحن هنا يا طيب، اين انت؟” وعند هبوط الليل كانت ساحة تقسيم لا تزال تغص بالاف المتظاهرين الذين كانوا يغنون ويرقصون بنية البقاء في الساحة طوال الليل. وقبل بضع ساعات من هذا التراجع، اكد اردوغان ان الشرطة ستبقى في ساحة تقسيم “اليوم وغدا” لان الساحة “لا يمكن ان تكون مكانا يفعل فيه المتطرفون ما يشاؤون”. وباللهجة الحازمة نفسها، حض المتظاهرين على ان يوقفوا “فورا” المواجهات مع الشرطة مؤكدا ان حكومته ستمضي قدما في المشاريع التي اثارت الاحتجاجات العنيفة والتي تشمل ازالة حديقة قرب ساحة تقسيم لاعادة بناء ثكنة أثرية من الفترة العثمانية وجعلها مركز تسوق. وكانت محكمة ادارية في اسطنبول لجأ اليها المحتجون علقت الجمعة جزءا من المشروع الذي يقضي باعادة بناء الثكنة من الحقبة العثمانية التي انصب عليها غضب المتظاهرين. وبعد هدوء استمر بضع ساعات، تجددت ظهر السبت الصدامات في وسط اسطنبول وإستمرت في شكل متقطع حتى إنسحاب الشرطة. وإستخدمت الشرطة مرارا الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه حول ساحة تقسيم لتفريق مجموعات صغيرة من المتظاهرين ردت برشق عناصرها بالحجارة، بحسب ما جاء بفرانس برس.