مفتي جماعة الإخوان المسلمين د. عبد الرحمن البر، شعر بالفزع و"تقطع قلبه" عندما نسبت إليه إحدى الصحف أنه طالب بضرورة "الاعتداء على الأضرحة".. وإنهاء فكرة "مراقد المتصوفة"! "البر".. قال في بيان نشرته صفحة الجماعة على "فيس بوك" يوم الجمعة "اتصلت هاتفيًا بسماحة السيد عبد الهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وأكدت له أنني وجماعة الإخوان المسلمين، لم يصدر عنّا ولا نقبل من أحد أن يصدر عنه مثل هذه التصريحات المسيئة المزعومة". لم يكتف د. البر بالاتصال بأعلى "سلطة صوفية" للتبرؤ مما نسب إليه من إساءة ل"المزارات والمقابر".. بل بالغ في الاعتذار إلى حد تقديمه بلاغًا إلى النائب العام. الدنيا قامت ولم تقعد في مكتب الإرشاد، بسبب "شائعة" دعوة البر للتعدي على "المراقد المقدسة".. فيما لم يصدر منه ولا من مرشده ولا من أية قيادة إخوانية أي بيان إدانة لتوقيف المرجعية السلفية الكبيرة د. ياسر برهامي في المطار وتعمد إهانته وإذلاله أمام المصريين والعرب والأجانب. قلب الجماعة كان "حنينًا".. بل كان "قلب خصاية" على "المقابر".. فيما تجاهلت تمامًا تعمد "شرطة الإخوان" بهدلة أشهر قيادي في "الدعوة السلفية"، أكبر الجماعات السياسية المعارضة لنظام حكم الرئيس مرسي. منذ شهر تقريبًا، فاحت فضائح أمنية، توقع البعض أنها انتهت مع انهيار نظام مبارك الأمني.. حين أعاد "الأمن الوطني" إنتاج سياسات الترويع والملاحقات للمعارضة.. وللمعارضة السلفية الممثلة في حزب "النور" تحديدًا.. حين كشف نشطاء سلفيون معارضون أنهم تلقوا عبر الهاتف استدعاءات من ضباط أمن الدولة. الشيخ ياسر برهامي، ليس شخصية عادية، فهو أحد أبرز الآباء التاريخيين المؤسسين لأكبر حركة دعوية في مصر"الدعوة السلفية" وربما تفوق منزلته داخل الأخيرة.. منزلة د. محمد بديع داخل جماعة الإخوان المسلمين. لا يمكن بحال فهم ما حدث ل"برهامي"، إلا أنها "تجريدة أمنية" لتأديبه.. ورسالة شديدة الدلالة واضحة المغزى للتيار السلفي الثوري المناهض ل"الرجعية الإخوانية".. بأن يد الأخيرة الباطشة أطول مما تتوقعون.. وإذا كان "كبيركم" قد فلعلنا فيه ما ترون.. فإن اعتقالكم أولكم عن آخركم ما هي إلا "نزهة" ليلية لصيد الأرانب المسالمة. الإخوان مارسوا ذات اللعبة ولكن بشكل آخر مع بعض رموز التيار المدني التي تزعج الجماعة وتؤسس لحركة وطنية، تقوم بدور كبير في زجر وردع محاولات الأخونة، مثل أحمد دومة وأحمد ماهر وحمدين صباحي.. وغيرهم. ما حدث مع برهامي هو الأخطر لأنه يعكس جرأة وجبروتًا، وقدرًا من الصلف والغطرسة غير المسبوقة.. ويبرق رسائل إلى جميع القوى.. بأنه "لا كبير" عند الإخوان.. وأن الكل أيًا كان وزنه الجماهيري والتنظيمي يمكن سحقه ودهسه تحت أحذية جنرالات الإخوان في الأجهزة الأمنية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.