عبد الرحمن الراشد ، الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط السعودية ، يرى أن المصريين شعب ناكر للجميل وخسارة فيه قياداته السياسية التي تحكمه باللين والحكمة والحرية والديمقراطية ! .. تهدي شعبها "الزهور" ويلقي هوعليها "الحجارة"! ويبدو أن الرجل بلغ به الإعجاب بقادة مصر "الديمقراطيين" مبلغ "الحسد" واحساسه أن الشعب المصري لم يقدر ما به من "نعمة" أنعم بها قادته السياسيون عليه ، وسقطت عليه من "حيث لا يحتسب" ! لقد ساء "الراشد" مشهد الجماهير التي احتشدت بالقرب من دار القضاء العالي تضامنا مع قاضيين يعاقبهما النظام نكالا لهما على حديثهما عن سرقة إرداة الأمة من قبل النظام "الديمقراطي" ، والذي ادعى الراشد إنه إذا فكر المصريون أن يعدوا نعمته فلن يحصوها ! الراشد يرى أن نظام الرئيس مبارك "زي الفل وعشرة" ، وأن الحركة الوطنية المصرية "زودتها حبتين" ! فهو الذي ارسل عليهم السماء "مدرارا" و أحيا مصر بالحرية بعد أن أماتها "الاستبداد" ! وأغلق المعتقلات وحولها إلى حدائق عامة وملاه فاقت سلسلة ملاهي "سندباد" لادخال السرور على ضحايا الطوارئ وخصها لأطفال أكثر من 25 ألف معتقل تعويضا لحرمانهم من آبائهم ظلما وزورا واحتقارا لآدميتهم ! يقول لا فض فوه وفي المنزلة التي تليق به أنزلوه " ومع ان عهد الرئيس مبارك شهد استمرارية قانون الطوارئ، وحبس الباحث سعد الدين ابراهيم، والنائب ايمن نور، وعطلت صحيفة، وحوكم قاضيان إلا ان الصورة الشاملة فيها اعمال كبيرة بل تاريخية بمعناها الايجابي غيرت الى الابد الوضع في مصر"! صدق الرجل ! لقد شهد عهد الرئيس مبارك أعمالا ، تستحق أن توصف ب:التاريخية" حقا ! مثل ضرب القضاة ب"الجزمة" ! إن التاريخ سيذكر فعلا أنه في هذا العهد "الديمقراطي" أطلق النظام ضباطه وجنوده لجرجرة رئيس محكمة في الشارع وتجريده من ملابسه ، وسبه بكل ما ورد في قاموس البذاءات من كلام فاحش ! ساء الراشد أن لا تحفظ الحركة الوطنية المصرية جميلا للنظام ، وتحاول تشويه صورته "المشرقة" أمام العالم ، بالتظاهر السلمي وسط القاهرة . لذا استحقت الحركة الوطنية أن تداس رقبتها تحت حذاء السلطة ، لأنها لم تقدر حنو النظام وعطفه وديمقراطيته التي يستخسرها الراشد في المصريين "الملاعين" ! عهد مبارك لم يشهد إلا "هنيات" لاتستحق الذكر والشوشرة مثل حبس أيمن نور سعد الدين ابراهيم و محاكمة قاضيين وإغلاق صحيفة ! وكل ما دون ذلك فهي أعمال "تاريخية" سيكتبها المؤرخون وهم سعدااااء بأن منّ الله عليهم ببركتها ونالت أقلامهم ومدادهم شرف كتابة وتسجيل هذه الانجازات التي غيرت صورة الحياة في مصر ! ورغم هذه "الحاجات البسيطة" فإن عبد الرحمن الراشد لامانع عنده من أن يقود بنفسه كورال الفرقة الماسية لمطربي الحكومة ليردد معهم النشيد الوطني الجديد "علشان كده احنا اخترناه" ! راشد يعلم أن مصر ولادة بعشرات مثله من مثقفين "تحت الطلب" ، وليست في حاجة لاستيراد نظائر لهذا النوع "المحلي" الردئ من الخارج ، فلم يتحرش بالحركة الوطنية المصرية ويتعمد اهانتها ولمصلحة من ؟! الاجابة سهلة وبسيطة .. فالمعروف أن الرجل اختارته دوائر إعلامية قريبة من الإدارة الامريكية ليكون من بين أهم 50 شخصية في العالم العربي ! وطبعا كلنا يعلم "المعايير" الأمريكية في اختيار "الفضلاء " العرب ومن هنا ينبغي أن نفهم معنى ودلالة "دس أنفه" في الشأن المصري الداخلي ، فكلامه ربما يكون رسالة تحمل حقيقة ما يدور في البيت الابيض أو الموقف الأمريكي الحقيقي من قضية الاصلاح الديمقراطي في مصر . [email protected]