كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى عن استمرار حالة الخلاف بين القاهرة وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في ضوء الإصرار المصري على ضرورة تسليم قتلة الجندي المصري الذي لقي مصرعه على الحدود بين مصر وقطاع غزة خلال ديسمبر الماضي، وهو ما تحفظت عليه حماس مما زاد التوتر بين الطرفين. وأشارت المصادر إلى أن رفض القاهرة المستمر لمطالب حركة "حماس" بإجراء تحقيق مشترك فيما يخص القضية، وإصرارها على إجراء تحقيق أحادي، وضرورة تسليم قتلة الجندي الشهيد، قد حدا بحماس لعدم استكمال التحقيق الذي أجرته وتسليم أجزاء منه للقاهرة، لاسيما أن القاهرة لن تعترف بنتائج هذا التحقيق. ورجحت المصادر أن يصل وفد أمني رفيع المستوى تابع للحركة إلى القاهرة خلال الأيام القادمة، للبحث عن تسوية لهذه الأزمة ووضع سبل لمنع تكرارها في المستقبل، خاصة وان الحركة لا تنكر إمكانية مقتل الجندي المصري بنيران فلسطينية، وهو ما جعل هذا الملف يتسبب في توتر علاقات القاهرة مع الحركة خلال الفترة الماضية. ولفتت إلى أن القاهرة لن تتعاطى بإيجابية مع جهود الحركة لإعلان هذا الملف إلا إذا قامت حماس بالتوقيع على الورقة المصرية الخاصة بالمصالحة الفلسطينية بدون إدخال تعديلات بها، مع إمكانية وضع تحفظات الحركة في الاعتبار لدى تطبيق الاتفاق، وهو الأمر الذي مازالت حماس تتحفظ عليه حتى الآن، فيما نفت أن يكون التوتر بين القاهرة وحماس قد أسهم في حدوث قطيعة بين الطرفين، واصفة الاتصالات بينهما ب "الخجولة" في الأيام الأخيرة.