ادعاءات بالتلاعب في تقارير الطب الشرعي في المشرحة للتغطية على وحشية الشرطة.. الأهالي قد يضطرون لفحص ما يقرب من مائة جثة للعثور على أبنائهم أحد الأطباء لمراسلة البي بي سي: ما باليد حيلة! قالتْ "هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي" إنَّه على الرغم من مزاعم الشرطة بأنها لم تعد تطلق الرصاص على المتظاهرين؛ إلا أنَّ هناك ادعاءات بأن المسؤولين في مشرحة زينهم بالقاهرة يقومون بالتلاعب في تقارير الطب الشرعي؛ فغالباً ما يتم تسييس الوفيات التي سقطت إثر اندلاع أعمال عنف؛ للتغطية على وحشية الشرطة بحسب النشطاء. ورأتْ "لويزا لفلاك"- مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي في القاهرة - أنَّ تهالك المؤسسات الحكومية مثل مشرحة زينهم؛ إنما يعكس العجز المتنامي عن حماية كرامة المواطنين؛ حتى وهم أموات، وقالتْ إنَّ قصة محمد ما هي إلا نافذة "مُفجعة" على استمرار الفشل المؤسسي رغم قيام الثورة. واستبعدتْ خضوع المشارح، والطب الشرعي لأي تطوير في الوقت الراهن؛ نظراً لأن أزمة الميزانية التي تواجه الرئيس محمد مرسي، تشير إلى أنه ليس هناك ما يكفي من المال للقيام بذلك. وذكرتْ "لفلاك " أنَّ الأم قد تضطر إلى فحص ما يقرب من مائة جثة قبل العثور على ابنها وفقا لأحد الأطباء المتواجدين بالمشرحة. وأفادتْ بأنَّ السجلات التي يتم فيها تسجيل بيانات الجثث يتم حفظها بصورة فوضوية، كما أنَّ الأهالي يبحثون عن ذويهم وسط عدد هائل من الجثث، مع عدم وجود ضمانات لنجاح مسعاهم، لافتةَ إلى سماعها صوت نحيب أحد الأمهات وهي تبحث عن ابنها بينما يرفض المسؤولون عن المشرحة دخولها. وروتْ مُراسلة هيئة الإذاعة البريطانية، تفاصيل زياراتها لإحدى الأسر المصرية التي عانت في البحث عن جثة ابنها. وقالتْ إنه قبل عدة أسابيع استقبلتها "أمل عباس" في منزلها وقد اتشحت بالسواد من رأسها لأخمص قدميها حدادًا على وفاة ابنها، وقالتْ لها بأنَّ المسؤولين في مشرحة زينهم قد أخفوا عنها جثة ابنها الذي سقط مصابًا برصاص الشرطة. وأشارتْ إلى أنَّ محمد كان من المواظبين على الانضمام للتظاهرات المناهضة للنظام، وأنَّه قد اختفى في نهاية يناير بعدما شارك في مظاهرة ليلية، وتابعتْ أنَّ أهله وأصدقاءه قد قضوا أسابيع في البحث عن جثته، وترددوا مرارًا على مشرحة زينهم، حاملين صوره وواصفين ملابسه للمسئولين هناك؛ إلا أنَّه لم يتم السماح لعمه بدخول المشرحة إلا في المرة العاشرة من طلبه لذلك؛ ليجد محمد جثة هامدة وقد أصابته رصاصة بين عينيه. والدة الضحية أكدت لمراسلة "البي بي سي" أنَّ ابنها كان ضحية لتستر الشرطة والمسئولين في المشرحة مُتسائلة في "غضب" عن السبب وراء كذبهم عليها لمدة شهر كامل؟! وحينما سألتْ المراسلة الطبيب عما إذا كانت آثار الجروح الواضحة على جثة محمد لم تثر شكوكهم أجاب قائلاً: بأن ذلك ليس بالشىء الغريب، فالمشرحة تستلم حالات كثيرة مشابهة لذلك، وتابع الطبيب أنَّ أطباء الطب الشرعي في القاهرة يستلمون أكثر من 1000 حالة في العام، وقد خضت لتعذيب الشرطة بعد اعتقالهم، وكشف عنْ أنَّه في الغالب يستلم الجثث وقد بدا عليها آثار التعذيب بالضرب بالأحزمة والحروق بالكهرباء؛ لكن ما باليد حيلة؟! فبدون إذن النيابة العامة هم عاجزون عن إجراء تشريح للجثة. وقالتْ " لفلاك" إن طاقم العمل داخل المشرحة اعترضوا على الاتهامات الموجهة إليهم وأكدوا براءتهم منها؛ إذ أنهم يشعرون بوطأة الظلم جراء تلك الاتهامات. وكشفت عنْ أنَّ طاقم العمل في المشرحة يقومون بشراء ما يرتدونه من قفازات أثناء تأديتهم لعملهم – فضلاً عن – الأدوية من أموالهم الخاصة، كما أنَّ الميكروسكوبات المستخدمة هناك قد عفا عليها الزمن، ومنذ أنْ تلف جهاز "أشعة إكس" لم يتم استبداله بأخر جديد، وأضافت أنَّ المشرحة نفسها تعاني من إهمال النظافة؛ إذ تتناثر أعقاب السجائر وبقع الدم في كل مكان. وأشارتْ إلى أنَّ أول شىء يُصطدم به عند دخول المشرحة هي الرائحة الكريهة؛ حيث يختلط الهواء برائحة الدم والدواء. ونقلت "لفلاك" عن أحد الفنيين هناك تصريحه لها بأنَّهم لا يطالبون بتوفير شىء باهظ الثمن؛ فكل ما يطلبونه هو تطوير الأجهزة التي يستخدمونها، فهذا ليس بالشىء المستحيل تحقيقه.