قالت " لويزا لوفلوك", صحفية مستقلة متخصصة في أحداث الشرق الأوسط, أن حالات الوفاة بسبب الاشتباكات مع الأمن في مصر، تكون غالبا مسيسة، ويتم التلاعب في التشريح، في سبيل التستر على وحشية الشرطة، وأن مشرحة زينهم يُتهم فيها العاملين بالمساعدة في ذلك. ونوهت "لوفلوك" في مقال لها في الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، انه قبيل أسابيع زارت السيدة أمال عباس التي كانت في حالة حداد على ابنها الذي تم إخفاء جثته من قبل المسئولين في المشرحة بعد إطلاق قوات الشرطة النار عليه أثناء مشاركته في مظاهرة مضادة للحكومة، بحسب زعم أمال التي تصر على أن ابنها كان ضحية عملية تستر من جانب الشرطة، ومسئولي المشرحة. وقد قضت العائلة والأصدقاء أسابيع بحثا عن رفات محمد، واللجوء إلى مشرحة زينهم واصفين ملابسه، ومعهم الصور، ولكنهم كانوا يُمنعون من الدخول، ولكن في الزيارة العاشرة استطاع "عم" محمد أن يدخل، وعثر على جثته وبها إصابة طلق ناري بين العينين. ومن جهته زارت الصحفية المشرحة، وتحدثت مع الدكتور "حازم حسام" الذي التقط سجل أزرق اللون يتم استخدامه لتدوين الجثث مجهولة الهوية. وأشار الدكتور انه "تم تدوين وصول محمد هنا، ولكن في حال تخزين الجثة سرعان ما تتلاشى من الذاكرة" قائلا "فهو لا يمكن معالجته" منوها أن الكثير من هذه الحالات تصلهم، حيث أن أطباء الطب الشرعي في القاهرة، يتعاملون مع حالات وحشية الشرطة، مشيراً إلى انه يتلقى بانتظام، جثث مشوهة بعلامات حزام، وبقع كابل، وحروق كهربائية، منوها انه لا يمكن إجراء تشريح الجثة دون أمر من النيابة العامة. وقد اعربت لوفلوك عن سماعها لعويل أم، نتيجة لرفض المسئولين السماح لها بالدخول، وعندما ازدادت تم إغلاق الباب في وجهها. نقلت الصحفية عن العاملين داخل المشرحة شعورهم بالظلم تجاه هذه الاتهامات ويشكون أنهم يتعرضون لضغوط، ويدفعون ثمن القفازات الخاصة بهم، والأدوات، وحتى المواد الكيميائية. وزعمت الصحفية، أن المشرحة نفسها هي غير نظيفة وإن أزمة الميزانية التي تواجه حكومة الرئيس الحالي محمد مرسي تشير أن هناك اتجاه لتقليل المال للاستثمار في الطب الشرعي أو المشارح في الوقت الراهن. ووفقا للمؤرخ خالد فهمي، فان موقف مصر كرائدة إقليمية يقوم على تاريخ مؤسساتها المهنية القوية، ولكن الآن مع تراجع المرافق مثل مشرحة زينهم يعكس ازدياد عدم القدرة على حفظ كرامة المواطنين حتى الأموات.