تدرس جماعة "الإخوان المسلمين" إسناد منصب مستشار المرشد للشئون الخارجية والسياسية للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي البارز بالجماعة، والذي فقد عضوية مكتب الإرشاد خلال الانتخابات الأخيرة، في إطار سياسة يتبعها المرشد الدكتور محمد بديع ترمي لرأب الصدع داخل الجماعة. ويبذل بديع حاليا جهودا مكثفة لاحتواء أصحاب وجهات النظر المتباينة داخل "الإخوان"، خاصة من المحسوبين على "التيار الإصلاحي" الذي يتزعمه أبو الفتوح، رغم ما أثاره الأخير من جدل في الأسبوع الماضي في أعقاب مقترحه الذي يطالب فيه الجماعة بالتوقف عن فوضي الانتخابات ومنافسة النظام الحاكم على السلطة لمدة 20 عاما. ويرى أن تلك الفترة كافية لترسيخ الديموقراطية في مصر والإسهام في تقوية القوى السياسية الأخرى لذاتها، لكن الدعوة قوبلت بردود فعل متشددة في أوساط الجماعة اعتبرت أن أبو الفتوح يعبر عن نفسه وما يقوله وجهة ونظر خاصة به لا تعبر عن وجه نظر الجماعة التي تؤمن بشمولية الإسلام وأن استراتيجيتها الثابتة هي المشاركة السياسية وخوض جميع الانتخابات النيابية. على صعيد مواز، شهدت العلاقة بين عدد من الرموز الإصلاحية التي اعترضت علي الإجراءات الخاصة بالانتخابات وشككت في نزاهتها وقيادات الجماعة تحسنا ملحوظا خلال الأيام الماضية، ففي الوقت الذي قدم فيه الدكتور إبراهيم الزعفراني اعتذاره للمرشد الدكتور محمد بديع عن نقده للجماعة علنا وفي وسائل الإعلام ترددت أنباء عن أن القياديين الإخوانيين حامد الدفراوي وخالد داوود اللذين قادا الاعتراضات على إجراء الانتخابات قررا اللجوء إلى سياسة التهدئة وعدم التصعيد ضد الجماعة. من جانب آخر، تقدم الدكتور محمد بديع وقيادات مكتب الإرشاد أمس جموع المشيعين لجنازة القيادي الإخواني أحمد أبو شادي من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، وكان هذا هو الظهور الثاني علنا في أحد المناسبات للمرشد بعد ظهوره في قريته التابعة للمحلة الكبرى الأسبوع الماضي للمشاركة في عزاء عمه، وقد أسفر ذلك هناك في اعتقال عدد من قيادات الأخوان بالمحلة منهم ثلاثة من أقاربه. في غضون ذلك، أجلت نيابة أمن الدولة العليا إلى يوم الأحد القادم التحقيق مع قيادات الإخوان الستة عشر المعتقلين، وعلي رأسهم نائب المرشد الدكتور محمود عزت والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة الدكتور عصام العريان مفتي التنظيم الدكتور عبد الرحمن البر والدكتور محيي حامد عضو مكتب الإرشاد، وهو الموعد الذي ينتهي فيه مدة حبسهم الاحتياطي.