لا يخفى على أي إنسان منصف ما عناه الإسلاميون قبل ثورة 25 يناير من اضطهاد، فقد نالهم أشد ألوان العذاب ودفنوا في مقابر المعتقلات، واعتدى عليهم وعلى أهليهم وأقاربهم وكل من له صلة بهم، ولم يقتصر الأمر على العذاب المادي بل تعداه إلى العذاب المعنوي وهو أشد؛ حيث السخرية منهم ومن التزامهم بل ومن إسلامهم، وتعذيب ذويهم أمام أعينهم وأحيانا يصل إلى عملية اغتصاب لآدمية المعتقل والتعدي على شرفه وعرضه ووأدوا كرامته وعزته التي منحت له بحق إلهي: "ولقد كرمنا بني آدم"، فعلوا في الإسلاميين المعتقلين ما يعجز عن وصفه الأقلام والألسن، ووالله وإن كادت الرؤوس لتشيب من مناظر التعذيب، وبعد الخروج من المعتقل يظل منبوذًا حتى من أقرب الناس إليه فيظل في معتقل أيضًا وهو في الخارج!! ولم يقتصر الأمر على الذين بداخل المعتقلات، بل حورب كل إسلامي بعد ذلك من أكثر وسائل الدولة حتى من عامة الناس، وأطلق عليه ألفاظ الإهانة وطالته أصابع الإتهام فوصفوه بأنه إرهابي ومتزمت ورجعي ومتخلف.. هذا ما فعله نظام الأمس وهذا ما حدث للإسلامين وأكثر من ذلك لا مجال لسرده الآن... وأما اليوم هل انتهت حالة الاضطهاد وحالة التربص والترقب والسخرية بعد ثورة أظنها كان من أهم مطالبها كرامة الإنسان بعيدًا عن اعتقاده ولونه وجنسه...؟!! الواقع والمشاهد تثبت لنا أن حالة الاضطهاد للإسلاميين ولكل ما هو إسلامي مازالت موجودة وبطريقة سافرة وفجة ومقذذة... فكل من هب ودب ولم يبلغ الحلم ولم يصل إلى مرحلة الرشد ومازال لا يعرف يمينه من شماله لا فكاهة له إلا أن يسخر من الإسلاميين بل ومن الإسلام وثوابته في دولة الإسلام!! ومن ناس يدعي بعض أفرادها بأنهم ينادون بحقوق الإنسان وعدم اغتياله معنويًا، وها هم الإسلاميون والإسلاميون وحدهم يغتالون معنويًا ونفسيًا وسياسيًا وحياتيًا وفي كل مجالات الحياة، نسمع السب والقذف ورمي كل التهم المعلبة والمغلفة تغليفًا خاصًا باختلاق الأكاذيب والحكايات التي لا دليل عليها.. والمحزن والمؤلم أكثر أن يأخذ كل الإسلاميين ببعض أخطاء البعض، وأن يحكم على الكل بقول وفعل الجزء، وأن نظل هكذا مضطهدين بالأمس واليوم، ولابد أن نتعلم الانصاف في الحكم والتعامل مع الناس ولا نبغض بعضنا البعض ويحارب بعضنا البعض بسبب إسلامه أو انتسابه إلى فصيل معين.. اليوم إعادة سلسلة الانتهاكات الإنسانية، وتلفيق التهم كما كان يفعل في ظل النظام السابق وكأنها عقيد - بل هي عقيدة- وهي كره الإسلاميين واعتبارهم حثالة المجتمع ولم يعلم هؤلاء أن العبد مكرم بتكريم الله له، ومن يبتعد عن الإسلام فهو المهان، قال تعالى: "ومن يهن الله فما له من مكرم"، فكل من يتعرض للإسلام أو للإسلاميين فهو المهان في الدنيا وهو يعلم ذلك ويوم القيامة سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.