علمت "المصريون" أن استمرار التوتر في العلاقات بين القاهرة ودمشق يلعب دورا مهما في تأخر إقرار المصالحة الفلسطينية بعد أن كانت قطعت شوطا مهما، إثر إعلان حركة "حماس" سعيها لإتمامها بشكل سريع وتعاطي حركة "فتح" مع هذه الجهود وبشكل إيجابي أثمر عن إتمام زيارة الدكتور نبيل شعث إلى قطاع غزة. وتصر "حماس" على إدخال تعديلات على الورقة المصرية، حيث ترفض إعطاء الرئيس محمود عباس حق نقض إقرارات لجنة الانتخابات الفصائلية التي ستشكل فور إقرار المصالحة، إذ تصر على ضرورة أن تكون قراراتها ملزمة بكافة الفصائل وليس خضوعها لرفض أو موافقة رئيس السلطة على قراراتها. لم تتوقف التحفظات عند هذا الحد، بل أن "حماس" طرحت تحفظات كذلك على مسألة تشكيل الحكومة الفلسطينية وبرنامجها السياسي حيث تطالب بضمانات دولية أو عربية فيما يخص رفع الحصار عن قطاع غزة بعد إقرار المصالحة وتشكيل حكومة فلسطينية وهو أمر تتحفظ عليه مصر. من جانبه، جددت مصر التي ترعى الحوار الفلسطيني خلال اتصالاتها المستمرة مع "حماس" رفضها إدخال أي تعديلات على الورقة المصرية، وهو ما ترفضه الحركة التي أبلغت مصر خلال الساعات الأخيرة رفضها التوقيع على ورقة تجعلها الخاسر الأكبر من التوقيع على المصالحة. وطالبت مصر طالبت أطرافا عربية على رأسها السعودية بضرورة ممارسة ضغوط مكثفة على "حماس" لإقناعها بالتوقيع على الورقة المصرية، فضلا عن التدخل لدى سوريا التي تمر علاقاتها مع القاهرة بحالة من التوتر للكف عن وضع العراقيل أمام المصالحة. من جانبه، أقر إبراهيم الدراوي الخبير في الشأن الفلسطيني بأن المصالحة الفلسطينية تجتاز مخاضا عسيرا في ظل تمسك "حماس" بإدخال تعديلات على الورقة المصرية وهو ما ترفضه القاهرة، مقللا من الأنباء التي تشير إلى وقوف سوريا في عرقلة المصالحة، لأنها ستكون من أكبر المستفيدين من المصالحة ولا يخدمها بالقطع وضع العراقيل أمامها. في غضون ذلك، هدد الرئيس الفلسطيني حضور القمة العربية المقررة في ليبيا في 27 مارس إذا حضرها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل. وأشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن مسئولين في "فتح" أكدوا أن هناك مساعي من القيادة الليبية لدعوة مشعل لحضور القمة، وهو ما اعترض عليه "أبو مازن" وأبلغ القاهرة والرياض وعمان اعتراضه على هذا الأمر وتهديده بعدم حضور القمة. وقال عزام الأحمد رئيس كتلة "فتح" البرلمانية وعضو اللجنة المركزية لحركتها إن الرئيس "أبو مازن" هو الوحيد المخول بتشكيل الوفد الرسمي الفلسطيني الذي سيشارك في القمة العربية بليبيا الشهر المقبل، مشيرا إلى أن طرابلس لن توجه الدعوة لأي طرف فلسطيني خارج إطار الوفد الرسمي لحضور القمة. وأشار الأحمد إلى أنه لن تكون هناك دعوة لأحد للقمة العربية فلسطينيا سوى الوفد الرسمي الذي يحدده الرئيس عباس ولا علاقة لأي فصيل من قريب أو من بعيد بتشكيل الوفد الفلسطيني فرئيس دولة فلسطين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية هو المعنى بتشكيل الوفد كما يشاء وكل ما يشاع في الإعلام ليس أكثر من إشاعات الهدف منها خلط الأوراق وخلق أوهام عند البعض وكأن هناك جهودا تنسجم مع ما تسعى له "حماس".