لكل نظام فاشل فتى مدلل يرى في كل ما يفعله إنجازًا عظيمًا، وما يقوم به يسبق عصره وما يصدره من قرارات تأخرت كثيرًا، وأن مجرد توقيع "البوسته" اليومية قرارات ثورية، هكذا ينظر الإخوان المسلمون إلى الدكتور باسم عودة، وزير التموين والتجارة الداخلية، ويعتبرونه فلتة زمانه، وأنه أعاد الانضباط للسوق المصري، وأن صعوده على مقدمة سيارات أسطوانات البوتاجاز في الريف ورشاقته في النزول منها لا يقدر عليها سوى إخواني مدرب وأن قدرته على معرفة البطيخة الحمراء من غيرها تستحق التأمل والدهشة، ومن المؤكد أنه اكتسب هذه الخبرات العبقرية بفضل مرافقته للدكتور مرسي كمسئول ملف الوقود خلال حملته الرئاسية. منذ تولي الدكتور باسم عودة ملف وزارة التموين، ونحن لم نسمع سوى تصريحات وردية ولا نرى عجينًا ولا طحينًا، بل نرى قفزًا رشيقًا من أعلى سيارات أسطوانات البوتاجاز، ولم تنجح هذه القفزات الرشيقة في وقف نار أسعار الأسطوانات في المدن والقرى، ونرى جولات مكوكية في الأسواق، والوقوف أمام عربات البطيخ ولم تتمكن هذه الجولات في وقف الأسعار ورحلة صعودها فأسعار بعض السلع ارتفعت بنسبة 20%، وأصبحت أسعار المواد الغذائية مثل بورصة الذهب، كل ساعة هناك سعر جديد، ولم تنجح زيارات الوزير المتكررة إلى المخابز في العمل على جودة رغيف الخبز وتحسين صورته المهتزة منذ سنوات طويلة فكل ما يهمه في هذه الزيارات التقاط الصور أمام المخابز والحديث عن العدالة الاجتماعية دون تطبيقها على أرض الواقع، فمن المؤكد أن كل ما تعلمه وزير التموين من رئيسه الدكتور محمد مرسي أن يفعل عكس ما يقول، فهذه هي سياسة باسم عودة في وزارة التموين، فهو يتحدث عن الاكتفاء الذاتي من القمح دون وجود خطة لهذا ويدعي كذبًا أننا نستهلك 15 مليون طن رغم أن استهلاكنا على رغيف الخبز لا يتجاوز 11 مليون طن بشهادة الخبراء، ولا يتوقف حديثه عن امتلاء شون القمح عن آخرها في حين أن إنتاج المحصول يهدر منه 30 % دون وجود ملامح لتقليل هذا الفاقد. لا يتوقف الوزير الفصيح عن التباهي بضبط الأسواق والسيطرة على السلع المقلدة وغير المطابقة للمواصفات والأسعار والذهاب إلى أقرب سوق يكشف كذب ادعاءات الوزير ما يقوم به وزير التموين لا يتعدى أن يكون دور أصغر مفتش تموين في القرى، فقد فهم مسئولية الوزير ودورة بشكل مغاير. فمسئولية الوزير وضع سياسة عامة لوزارته وخطة واضحة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع ورؤية جادة للوصول إلى الأفضل ومتابعة دقيقة للأسواق ومواجهة أي أزمة بسرعة فائقة حتى لا تنعكس عن المواطن البسيط الذي تعجز قدرته عن ملاحقة ارتفاع الأسعار من المؤكد أنه لن يغضبنا نجاح وزير التموين في مهمته ولن يزعجنا نجاحه في توفير السلع التي يحتاجها المواطن البسيط الذي لا يتجاوز راتبه 500 جنيه، ولن نذرف الدموع على قدرته في الوصول إلى رغيف خبز آدمي يتناوله المواطن غير القادر، وعندما ينجح في هذا سنكون أكثر سعادة من الإخوان أنفسهم بنجاحه، لأن هذا ما يريده الجميع أما الإصرار على ترديد إنجازات وهمية للفتى المدلل فهذا يرفضه الجميع. عصام الدين راضى عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.