سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد أن الله يحب المسلمين والأقباط علي حد سواء.. الأنبا مكسيموس ل" الأقباط " : الدولة تجاهلتكم لعدم احترامكم لسلطانها و لإصراركم أن تكونوا كيانا مستقلا داخلها
حذر الأنبا مكسيموس رئيس المجمع المقدس لكنائس القديس أثناسيوس جموع الأقباط من الانسياق وراء دعوات طائفية من الداخل أو الخارج تطالب بما يسمي " نقاء الدم القبطي " مؤكداً أن هذا الأمر يخالف تعاليم المسيحية . و أكد مكسيموس خلال عظة حديثة له حملت عنوان " خافوا الله أكرموا الملك " أن السيد المسيح – عليه السلام – قال مملكتي الآن ليست من هذا العالم ، وهي مملكة حقيقة ولكنها ليست زمنية فهي في السماء ، كما أنه يقول أيضاً " أعطوا مال قيصر لقيصر و مال الله لله وقد بشرت رسل المسيحية قائلة " قالوا خافوا الله أكرموا الملك " وهذا هو جوهر المسيحية الحقيقة . وشدد رئيس المجمع المقدس لكنائس القديس أثناسيوس علي رفضه فكرة أن تكون الكنيسة دولة داخل الدولة ، أو كيانا فيه حكم ذاتي ، موضحاً أنه فكرة ضد إنجيل المسيح لسببين ، الأول أنه قال أن مملكته ليست من هذا العالم ، كما قال الإنجيل " أنتم نور العالم، وأيضاً أنتم ملح الأرض، وأنتم كالخمير في العجين ، وسط جيل معوج ومنحرف، تضيئون فيه كالنيرات في العالم " وقال أيضاً " ولي خراف أخرى ليست من هذه الحظيرة، فيجب أن آتي بها لتكون رعية واحدة لراعي واحد " – وكان يقصد المسلمين و الثاني أن المسيح قصد أن تكون الكنيسة ملح مبعثر في وسط الأرض ، وليست كيانا مستقلا إدارياً أو حكمياً ، أما الحديث عن مطالب فئوية طائفية يكرر أزمة " جماعة الأمة القبطية "وهي فكرة غير متوافقة مع إنجيل المسيح ، وعليه فإن هناك خطأ ثالثا غائبا عن ذهن دعاة الأمة القبطية يعبر عن قصور في فهم الإنجيل ، وهي أن للكنيسة " للمؤمنين " دور والتزام نحو العالم والمجتمع و الآخرين " كما أن الداعون لهذا الأمر يظنون أنهم امتلكوا المسيح ويجهلون أن الله بيحب المسلمين " جيراننا وأجبائنا " كما يحب المسيحيين ، فمحبة الله للإنسان سابقة للإيمان أو عدمه ، وهي غير مسببة ولا توجد فيها محاباة ، فهكذا أحب الله العالم .. ولا يكون التميز بأنك مسيحي أو متعمد ، وإنما يحدث عندما تكون علي مستوي الشركة والقداسة التي ينطبق عليها " يعمل رضي خائفيه وسيمة تضرعهم فيخلصهم " و بكلمة أخري " مفيش حاجة اسمها المسيح بتاع المسيحيين وليس المسلمين " هكذا أكد ماكسيموس حرفياً ، والزاعمون بأن الله يحبك كقبطي و لا يحب المسلم أو يحبك أكثر منه مدعون ، لأن الله يحبك ويحب الآخر نفس المحبة ، وقال من يفكر في التميز عليهم أن يخجلوا من أنفسهم بدلاً من تصور أوهام يميزون به خليفة الله ، وأكد أن الأفكار الطائفية الخادعة غير موافقة للإنجيل . و قال مكسيموس أنا أعتذر للدولة بصفتها الدولة وكذلك رجال الدولة ومعظم المسلمين ، لأننا كأقباط لم نقم بواجبنا نحو المسلمين وأنا أعتذر ولا أجامل ، كما أجدد تأكيدي أن الإنجيل غير موافق علي فكرة الاستقلال عن الدولة ،فيجب احترام كرامة رئيس الدولة وأن تخضع له الكنيسة كرأس للدولة . وتسائل " هل صحيح أن الدولة وأن الرئيس قاصد أن يتجاهل المسيحيين " هم يقولون – أي قيادات الكنيسة - أنه صحيح .. ويزعمون أن هناك شواهد كثيرة تدلل علي ذلك ، ولكن أنا – أي مكسيموس أقول أنه غير صحيح .. والصحيح أن " الدولة تجاهلتكم نتيجة لعدم احترامكم لسلطان الدولة و لإصراركم أن تكونوا كيانا ذاتيا داخل الدولة ، ولكن عندما ظهر علي السطح خطاب مسيحي حقيقي يعطي للدولة مكانها والكنيسة مكانها ، ماذا حدث من الدولة ورأسها ، لعلكم تابعتم الأخبار أن الرئيس تكلم يوم عيد الشرطة وقال " حادث نجع حمادي أدمي قلوبنا جميعاً .. وقد قصد ألا يعلق علي الحدث بتجرد لأن عندكم رصيد كبير من الاستقلال والاستعلاء – عنه - .. ولكن لما ظهر علي السطح خطاب مسيحي محترم يعطي لكل مكانه ، اتخذ الرئيس قرارات هامة لعل أبرزها " إعادة توجيه الخطاب الديني " توعية من الأزهر " ، إصدار قرار من وزير الأوقاف ألا يحدث أي هجوم علي المسيحية ، تنظيم ندوات للحوار و مراجعة مناهج التعليم " ... يعني عاوزين أيه تاني ! وتابع : عاوزين أن البركات ديه تعطي لهم وهم في استعلائهم ! ولكن الحقيقة أنها لم تمنح من الرئيس سوي بسبب إحساسه بضخ تيار فكري جديد من الخطاب الديني المتسامح ، وتسائل بعد أن ظلوا يرفعون أصواتهم وما يزالوا منادين بالاهتمام بالأقباط ، وعندما اتخذت الدولة القرارات الإيجابية السابقة لم نسمع من أحد فيهم كلمة شكراً ، لأنهم لم يعرفوا أن يشكروا الله وبالتالي لم يشكروا الناس التي تصرفت تجاههم بمحبة ، وفي النهاية كل شخص يتحمل عواقب اختياراته على ما ورد في كلمته.