دعا الداعية السعودي الدكتور سلمان العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، إلى المحافظة والاهتمام بالآثار المصرية الفرعونية باعتبارها تراثا علميًا ومعماريًا وحضاريًا، معتبرًا أن الخوف على الأهرامات ليس من دعوات الهدم وإنما من خطر الإهمال وتجاهل استكشاف حقائقها وتحليلها. وقال العودة في مقاله "الجن المصري" المنشور بصحيفة الأهرام المصرية صباح الأحد: "حين دخل المسلمون مصر حافظوا على تراثها العلمي والمعماري والحضاري ولذا ظلت هذه المعالم باقية ظاهرة ناطقة بما أقدر الله عليه الإنسان من الكشف والمعرفة، وبما يملكه الإنسان المصري من استعداد للإبداع والسبق". وشدد على أنه "لا خوف على الأهرام من تصريح تضخمه وسائل الإعلام وتنسبه لإسلاميين وهو خبر معزول لولا تصديره في صفحات الإثارة بل الخوف على الأهرام من الإهمال، بينما نتحدث عن رجال من الشرق والغرب يكتشفون المدافن ويعكفون على الدرس والتحليل، ونتحدث عن شركات عابرة للقارات تستأجر المواقع السياحية ثم تحولها إلى استثمار خيالي لا يحصل منه أهله إلا على القليل وهم يعيشون في المقابر من الفقر". وحول سر بناء الأهرامات قال العودة: "إن كان كثيرين كانوا يعتقدون أن الجن هم بناتها، أو أن المصريين القدماء اكتشفوا سر خلطة خرسانية صلبة ومقاومة لتغيرات الطقس وقاموا بصب هذه الصخور في أماكنها وبذلك يكون أصلها من الماء والكلس والطين"، منوهًا إلى أن القرآن أشار إلى ما يدل على استخدام الفراعنة للطين وتعريضه لدرجة حرارة عالية لغرض البناء كما في قوله تعالي عن فرعون صاحب موسى: ( وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان علي الطين فاجعل لي صرحًا لعلي أطلع إلى إله موسي). وأوضح: "ظلت الأهرام لأكثر من 6 آلاف سنة أعلى الأبنية في الأرض، ومتى ثبتت حقيقة المادة التي بنيت بها الأهرام فستعين على فهم النص القرآني وأما قبل ذلك فيظل الأمر في دائرة الاحتمال".