قال الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، إن "النوايا الحسنة" ليست وحدها كافيه لحل مشاكل المواطنة المتفاقمة منذ عقود في مصر، معربا عن أمله في قرب تمرير مشروع القانون الموحد لبناء دور العبادة حتى "يحل نصف المشكلة القبطية"، لكنه أوضح أن هناك مسائل أخرى ستظل عالقة، أهمها "التمكين والتعيين في الوظائف العامة والمناصب السياسية". وأضاف أن المطالب بجعل عيد الميلاد إجازة قومية في مصر تعود لمؤتمر أسيوط عام 1910 إلا أن الأمور الآن باتت معقده للغاية، على حد قوله في الندوة التي نظمتها الكنيسة الأسقفية للتقديم لمبادرة "كلمة سواء" التي وقعها 307 عالما مسلما، بحضور المطران ريتشارد تتشارلز أسقف بريطانيا. وأشار الفقي الذي عمل مستشارا للرئيس حسني مبارك لمدة ثمانية سنوات إلى أنه يعلم مدى حب الرئيس للأقباط وإيمانه بالدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع، لافتا إلى أن مبارك كان ينام على سرير واحد مع زميله القبطي منير في المدرسة الابتدائية، وكانت والدة الأخير تغطيهما معا كل ليلة من أيام الامتحانات، "لكن الحياة ليست وردية وهناك مشاكل متفاقمة وتحتاج لعقود لحلها"، حسب قوله. أما الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية فحث على التعايش الأخوي بين المسلمين والأقباط في مصر، مؤكدا أنه لا سبيل للإيمان الحقيقي دون حب الجار، مشيرا إلى قول النبي صلي الله عليه وسلم الصحابة بأنه من "كان يؤمن بالله واليوم الآخر لا يؤذى جاره"، داعيا إلى التحاور بين الجميع، لأنه لا مجال الآن للعزلة عن الحياة والعالم. وندد المفتي بحادث نجع حمادي الذي أسفر عن مقتل 6 أقباط وشرطي مسلم في هجوم وقع عشية عيد الميلاد، واصفا القاتل بأنه مجرم ولا علاقة له بالإسلام، وتابع مستنكرا: لا أعرف ماذا أقول هل أطالب الناس بالعودة خمسين سنة للوراء حتى يتمكنوا من العيش في سلام كما كانوا في سابق عهدهم . من جانبه، أكد الأسقف ريتشارد تشارلز أن "الحياة المشتركة والحب هما وسيلة نجاة العالم"، مذكرا بتظاهر بعض البريطانيين في "هارو" شمال غرب لندن ضد بناء مسجد، خوفا من الفكر الإسلامي المتشدد، لكن المسيحيين في تلك المنطقة ساندوا مسلميها مؤكدين من خلال العيش المشترك أنهم يعلمون برفضهم العنف. وأثنى أسقف بريطانيا على مشاركة المسلمين والأقباط في إقامة مشاريع خيرية مشتركة، وتابع: "لقد سعدت عندما زرت مدينة السادات ورأيت المسيحيين والمسلمين يشتركون في بناء مستشفى خيري، هذه هي الطريقة الوحيدة للنجاة". يشار إلى أن ريتشارد تشارلز أسقف كاتنبري والذي يتجاوز عدد أتباعه المائة مليون إنجليكاني سبق وأن طالب باعتماد الشريعة الإسلامية والمحاكم الإسلامية كوسيلة تقاضى اختيارية بين البريطانيين المسلمين. من جهته، قال المطران منير حنا أسقف الكنيسة الأسقفية بمصر "أنا كمسيحي عربي أحب أخي المسلم، حتى لو ظننت أنه لا يحبني، فالمسيح يقول إن أحببتم الذين يجبونكم فأي خير لكم، فالحب للإخوة المسلمين لا يجب أن يكون مشروطا بتبادل الحب".