أين هى سيادة سوريا حتى يتباكى عليها المتباكون اليوم بعد أن وجهت إسرائيل ضربة جديدة لنظام العار؟! نظام العصابة يفرط فى سيادة سوريا يوميًا، عندما يغض الطرف عن احتلال إسرائيل للجولان منذ 46 عامًا دون أن يطلق رصاصة واحدة لتحريرها، رغم أنه يكذب كذبًا بواحًا بأنه حامل راية المقاومة والممانعة فى المنطقة! النظام المجرم يستأسد على شعبه، بينما هو نعامة تزحف على بطنها أمام إسرائيل، فليست هذه هى الضربة الأولى، ولا الإهانة الأولى، ولا الإذلال الأول لهذا النظام الفارغ على أيدى إسرائيل، هى رسالة جديدة يوجهها قادة إسرائيل منذ عهد الأب إلى عهد الابن الوريث! عشرات الضربات العسكرية المباشرة وفى وضح النهار وجهتها إسرائيل لأهداف عسكرية حساسة داخل سوريا وخارجها فى لبنان، عندما كانت دمشق تحتله، ولم يصدر أى رد فعل غير الكلام الأجوف المعتاد، ولن يصدر هذا النظام أى رد، حتى لو بقى فى الحكم أشهرًا أو سنوات أخرى، لأنه أجبن من أن يواجه إسرائيل، هو يواجه الفلسطينيين ويسحقهم كما حصل فى لبنان، ويواجه اللبنانيين ويسحقهم خلال احتلاله لهذا البلد، وحتى بعد رحيله عنه، ويواجه الجيران ويهددهم ويهز استقرارهم عبر المؤامرات، ويواجه شعبه منذ جثم على صدره، والمواجهة وصلت الذروة بحرب مفتوحة منذ أكثر من عامين يمارس فيها جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. أى سيادة للدولة السورية التى تتحسر عليها الجامعة وإيران ولبنان ومصر أيضًا وهى محتلة من نظام جاء بانقلاب عسكرى ويمارس القمع الرهيب من خلال آلة أمنية عسكرية جبارة، عدد أجهزة التجسس والتخابر والرقابة على المواطنين فيها أكثر من عدد أجهزة تحسين حياة الشعب، وعدد المخبرين فيها أكثر من عدد الشعب! أى سيادة لدولة محكومة بنظام طائفى عائلى يعتبر سوريا وأرضها وسماءها وشعبها ملكا له، وهو الوحيد المتصرف فيها، ويتعامل مع السوريين كما قال فرعون: "أنا ربكم الأعلى"، وهذا ملك سوريا لى ولأبنائى من بعدي، ولذلك يحصد السوريون حصدًا، لأنهم انتفضوا وثاروا طلبًا لحريتهم وكرامتهم! أى سيادة تتباكون عليها، وهذا النظام محتل من النظام الدينى المستبد فى إيران، نظام الملالى الذى يتحكم فى كل مفاصل سوريا، وصار وصيًا على النظام الذى ترك له البلاد يديرها كيفما يشاء من طهران ومن دمشق، ويحارب نيابة عنه على جبهات القتال ضد السوريين، وعلى جبهات السياسة الخارجية لدعم بقاء الأسد بأى ثمن، إيران تعتبر سوريا دويلة تابعة له، أو محافظة من محافظاتها! أين سيادة سوريا عندما يسلم قاتل شعبه كل مقاليد الدولة لحليفه الروسى الذى يعتبر سوريا، كأنها جمهورية سوفيتية سابقة تابعة له مثل الشيشيان، ويتعامل الروسى مع الثورة وحرب التحرير كأنها حربه فى الشيشان التى قمعها بالقوة المفرطة، والسيناريوهات نفسها التى طبقها بوتين فى هدم القرى والمدن على رءوس الشيشانيين دون اعتبار لقانون أو حقوق إنسان أو أخلاق يطبقها نظام الشبيحة فى سوريا منذ أكثر من عامين حتى صار عدد القتلى بلا حصر، وصارت المجازر أكثر من أن تحصى، لكن سوريا لن تنتهى نهاية الشيشان، ودمشق لن تكون جروزنى أخرى، والنصر آت لا محالة بدماء الأحرار الذين يقودون أعظم الثورات. أى سيادة لسوريا والحزب المسمى زورًا وبهتانًا "حزب الله" هو الذى يقاتل الشعب السورى ويقصفه بصواريخه ويذبحه ببنادقه وبسلاحه الأبيض مع الشبيحة ويخرب ويدمر خزانات المياه ومراكز الخدمات، انتقامًا من المواطنين، ودفاعًا عن نظام طائفى بغيض مثله. هذا الحزب يكشف كل يوم عن طائفيته وتعصبه وتبعيته لإيران، التى توظفه لخدمة أغراضها التخريبية فى المنطقة، وما الزعم بأنه يقاوم إسرائيل إلا ستار ليبقى دولة داخل الدولة اللبنانية ينتهك ويستبيح ويخضع القوى السياسية المناوئة له بقوة السلاح الذى يمتلكه، ويذبح السوريين فى القصير وحمص ودمشق، يفعل ذلك مع الشعب الثائر، رغم أنه مع الشعوب العربية السنية الأخرى خرجوا يدعمونه فى حرب 2006 ضد إسرائيل ويرفعون صور زعيمه نصرالله وهى الحرب التى ورط فيها لبنان، وكانت بتعليمات من إيران لأهداف إيرانية، وليست لمصلحة لبنانية، وبعدها خرج ليعترف أنه لو كان يعلم بحجم الدمار الذى ستلحقه إسرائيل بلبنان لما قام بأسر وقتل جنود إسرائيل! لا سيادة لسوريا، فهى محتلة من الأسد وعصابته النازية، ومحتلة من إيران، وروسيا، وحزب الله، والصين، محتلة من تحالف الأشرار، ومحور الشر الإقليمى الدولي. إسرائيل اعتادت على تأديب الأسد تأديبًا. إسرائيل تذله إذلالاً. إسرائيل تهينه إهانة. إسرائيل تعرف كيف تبقيه فى جحره كالجرذان. إسرائيل هى داؤه ودواؤه. هذه هى حقيقة نظام جبار على شعبه خوار مع عدوه. فليسكت الدجالون الأفاقون الداعمون للطغاة الذين يتحدثون عن سيادة سوريا ولا يقتربون من جرائم النظام مع الشعب. فليُرنا النظام الممانع ممانعته ولو لمرة وحيدة، فليرد على إهانة واحدة فى مسلسل الإهانات المزمن، أم أن مخزون صبره لا ينفد أبدًا، وضبطه للنفس بلا نهاية؟! السقوط مصير هذا النظام، ومعه القومجية، والعربجية، والقتلة، والمجرمون، ممن ينتفضون اليوم دفاعًا عن نظام عاجز عن الدفاع عن نفسه فيمن يزعم أنه عدوه! هؤلاء الذين لا تحركهم شلالات الدماء اليومية التى يريقها هولاكو العصر لا يستحقون ذرة احترام واحدة. النصر للثورة، والرفعة للشهداء.