أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك زيارة إلى مصر استغرقت بضع ساعات عقد خلالها جلسة مباحثات مع الرئيس حسني مبارك بمنتجع شرم الشيخ تناولت دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإخراجها من نفق الجمود الحالي. وتأتى زيارة باراك إلى مصر بعيد اختتام المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشيل أحدث جولاته المنطقة والتي زار خلالها مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن إلى جانب سوريا ولبنان في إطار المساعي لكسر جمود عملية السلام. وقبل ساعات من مباحثاته مع الرئيس مبارك، صرح باراك لوسائل الإعلام العبرية محذرا من أن غياب اتفاق سلام مع الفلسطينيين على أساس قيام دولتين يمثل تهديدا لمستقبل إسرائيل أخطر من أي "قنبلة إيرانية"، على حد قوله. وأكد السفير حسن عيسى قنصل عام مصر السابق في إسرائيل ل "المصريون" أن المباحثات تطرقت إلى الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وفي مقدمتها ضرورة استئناف عملية السلام المجمدة حيث مارست مصر ضغوطا على الجانب الإسرائيلي فيما يخص وقف الاستيطان بالضفة الغربية، وضرورة تعاطيها بإيجابية مع الجهود المصرية الألمانية للتوصل لاتفاق تبادل الأسرى، بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود نتيجة تراجع إسرائيل عن التزامات سبق ووافقت عليها في السابق. وجدد عيسى تأكيده على حق مصر في إقامة أي إنشاءات على حدودها مع قطاع غزة، مشيرا إلى أن مصر تواصل جهودها لتطبيع الوضع الفلسطيني بشكل يرفع الحصار عن غزة وتمارس ضغوطا على الفلسطينيين والإسرائيليين لتقديم تنازلات لاستئناف عملية السلام، باعتبار أن المستفيد الأول من حالة الجمود الحالية هو إسرائيل. من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن الاجتماع تقرر في أعقاب الأفكار الجديدة التي طرحها المبعوث الأمريكي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تضمنت استخدام النفوذ المصري لاستئناف المفاوضات. ونقلت عن مصادر سياسية قولها، إن مصر تشكل حاليا عاملا هاما في المحاولات التي تقوم بها إسرائيل والإدارة الأمريكية للضغط على محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية لاستئناف مفاوضات السلام. وأضافت أن المحادثات بين مبارك وباراك تناولت عملية السلام بالشرق الأوسط وجهود مصر من أجل التوصل لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وتضمنت أيضًا صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس" ووقف الاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية ونسبت الصحيفة إلى مسئولين إسرائيليين لم تسمهم القول، إن الأيام المقبلة قد تحمل تطورات بشأن إحداث تقدم بالعملية السياسية، وإن الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطا على الفلسطينيين لتجديد المفاوضات مع إسرائيل. وأشادوا بالإجراءات الأخيرة التي اتخذها الرئيس مبارك على الحدود المصرية مع قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بناء الجدار الفولاذي لمنع حفر الأنفاق وتهريب الأسلحة، معتبرين أن النظام المصري يتصرف بصورة صحيحة في منع وصول الأسلحة إلى قطاع غزة. بدورها، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن مباحثات وزير الدفاع الإسرائيلي مع الرئيس مبارك تناولت آخر التطورات فيما يتعلق ببناء الجدار الحدودي المصري مع قطاع غزة، علاوة على الجدار الآخر الذي تبنيه إسرائيل على الحدود مع مصر لمنع تسلل اللاجئين الأفارقة إلى إسرائيل، والتي قالت إنها تمثل خطرا شديد على أمن إسرائيل.