تحت شعار "أمة تذبح وشعب يباد" انطلقت في العام 1992 حملة كبيرة قادتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر من خلال لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر "دار الحكمة" وذلك لإغاثة المسلمين في البوسنة والهرسك وكنت وقتها طالبًا بالصف الثاني الثانوي وكانت حملات الإغاثة في كل مكان... داخل المدرسة نقيم معرضًا لبيع الصور والمنتجات التي توفرها نقابة الأطباء ثم تقدم هذه التبرعات وحصيلة البيع إلى لجنة الإغاثة الإنسانية... أما داخل النقابات المهنية كانت تعقد المؤتمرات الكبرى للتعريف بقضية البوسنة والهرسك حتى وصلت مواجهة السلطة آنذاك لتلك المؤتمرات بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والخرطوش على صفوف المشاركين في المؤتمر الذي كان يعقد بنقابة المهندسين مما تسبب في إصابات خطيرة وصلت إلى بتر بقدم أحد المشاركين. وكانت تقام كذلك الفعاليات في الشوارع والميادين.. توزع البيانات.. وتلصق البوسترات.. تقام معارض بعد صلاة الجمعة.. وتذاع شرائط فيديو تحكي مأساة البوسنة والهرسك.. آنذاك تم تعبئة كل الصف الإخواني ابتداءً من الأشبال (طالب ابتدائي وإعدادي) مرورًا بطلاب الثانوي والكليات... الكل كان يعمل في حملة "أمة تذبح وشعب يباد" واليوم تطهير عرقي وجريمة دولية بكل المقاييس لمسلمي بورما أو ما يطلق عليهم مسلمي ميانمار في ولاية آركان وهذه الولاية التي تشهد حالات القتل الجماعي والاغتصاب والحرق وهدم المنازل والمساجد وللأسف الذي يقيم كل هذه الفظائع هم الرهبان البوذيون تحت حماية سلطة الحكومة. ولا أدري كيف يستقيم إيمان عبد وترهبنه حتى لو كان فاسد الدين في قتل نفس بشرية لأنه مختلف معها في العقيدة؟ ولكنه للأسف الحقد والكره لهذه الدين الإسلامي العظيم, الذي يجعل شخص يتلذذ بقتل إنسان كونه أنه مسلم فقط أو حرقه أو تقطيعه والتمثيل بجثته وهناك المئات من مقاطع الفيديو والصور التي لا يتصورها عقل من فظاعتها.. كل هذا على مرأى ومسمع من العالم أجمع وفي القلب منه الحركات الإسلامية وفي قلبها جماعة الإخوان المسلمين... اكتب هذه الكلمات وتساؤلات عديدة تحاصر تفكيري كيف لا ننتصر لهؤلاء المسلمين الذين يبادون يوميًا.. لماذا الصمت إذن؟ وهل لو صمتت المؤسسات الدولية والأنظمة الإسلامية وغير الإسلامية تصمت الجماعات التي كانت تدافع عن قضايا المسلمين. أين المؤتمرات وحملات الإغاثة وقوافل التبرعات والتعريف بأمر هؤلاء المسلمين وتبنيه عالميًا وإسلاميًا وعربيًا ومصريًا؟؟ لماذا تصمت الدعوة أمام متغيرات السياسية؟ لم نكن نفعلها في وقت النظام المستبد كنا نخرج للتظاهر بالآلاف من أجل غزة وفلسطين والشيشان والعراق. وكنا نقيم الفعاليات والندوات والمؤتمرات... الآن لا أجد صوتًا لنا... مأساة إخواننا في ميانمار.. كل يوم وكل لحظة ولكننا لا نتحرك... عشر سنوات مرت على احتلال العراق في 9 إبريل 2013 ونهب أراضيها وثرواتها من العدو الغاشم الأمريكي كما كنا نسميه من قبل ولم نتحدث وما زالت التفجيرات والقتل ولا صوت لنا... يوم الأرض الفلسطيني مر علينا وطالما أقمنا الفعاليات للتذكير بهذا اليوم ولكننا لم نفعل... سوريا الحبيبة تتمزق وتحترق ولا نتحرك... هل نجني الآن التصاق دعوة الإخوان بالكيان الحزبي؟ هل كبلتنا السياسية عن نصرة إخواننا في ميانمار وفلسطين والعراق وسوريا؟ لا أريد أن أسمع أن الوقت غير مناسب وظروف الحالة المصرية بعد الثورة لا تسمح بذلك.. لقد تظاهر حزب المصريين الأحرار من أجل الروهينجا، متى نتحرك وليس بالمظاهرات فقط ولكن بحملة دولية تقودها مصر رئيسًا وشعبًا لنصرة إخواننا هناك الذين ليس لهم ذنب سوى أنهم مسلمون.