اضطهاد المسلمين في ميانمار قديم قدم وجودهم في هذا البلد البوذي المتعصب. ومنذ أن كانت بورما الإسم الأصلي لميانمار تحت الاحتلال البريطاني ومن قبلها يعانون سوء المعاملة والقتل والتشريد والإقصاء إلي حد الإبادة حتي يومنا هذا. حتي الإعلام العربي والإسلامي لم ينصفهم في محنتهم! أحدث التقارير تفيد مقتل أكثر من سبعين ألفا منهم علي أيدي أفراد الشرطة والجيش والمواطنين البوذيين المتعصبين, وهو عدد مساو لشهداء الثورة السورية علي أيدي قوات وشبيحة الأسد, إلا أن حرب الإبادة التي يتعرضون لها لا تحظي بنفس التغطية الإعلامية لا من جانب وسائل الإعلام العربية والإسلامية ولا من جانب وكالات الأنباء العالمية لأسباب غير مفهومة. دم المسلمين أصبح الأرخص في العالم, أرخصه دم مسلمي ميانمار. مأساة لا يبدو لها حلا في الأفق القريب, فالمسلمون مشغولون بصراعاتهم مع بعضهم البعض كدول وكأقليات مذهبية وكأفراد في سوريا واليمن والعراق ومالي والسودان والصومال وغيرها, وآخرون يعانون اضطهادا وتضييقا من نوع مختلف في الغرب الأوروبي والأمريكي باعتبارهم إرهابيين محتملين حسب مزاعم اليمين المتشدد والقوميين والجماعات العنصرية البيضاء والحكومات وأجهزة الأمن والاستخبارات. مسلمون آخرون انتهازيون مهمومون باستثمار فرصة تشرذم الشعوب العربية والإسلامية جراء الصراعات والنزاعات الدائرة للحصول علي جواري وسبايا من الشعوب المنكوبة بأرخص الأسعار في عملية إحياء للنخاسة, بدلا من الهرولة لنجدتهن وإعانتهن علي مواجهة الكوارث التي حلت ببلادهم. ومثلما صدرت فتاوي للزواج من البوسنيات الناجيات من الحرب اليوغسلافية السابقة في أعقاب المجازر الوحشية التي تعرض لها مسلمو البوسنة والهرسك علي أيدي الصرب والكروات, صدرت فتاوي جديدة تحض علي الزواج من حرائر سوريا انتهازا للظروف المؤلمة التي يتعرضون لها! الاستبداد البورمي البوذي الذي يمارس ضد المسلمين رغم كونه غير أخلاقي إلا أن دوافعه مفهومة في إطار الحقد الذي يكنه البوذيون إزاءهم, ولكن ما هو مبرر المسلمين في اضطهاد أشقائهم المسلمين والصيد في الماء العكر بهذه الصورة الانتهازية الحقيرة والسعي لزواج تحت ظروف قهرية من فتيات فقدن العائل والأب والشقيق والأمل في أي غد؟ لماذا لم تصدر ماكينة الفتاوي دعوات لستر المسلمات البورميات أو الصوماليات والسودانيات وغيرهن؟ هل ثمة ارتباط بين الشهامة العربية وبين اخضرار العيون وبياض البشرة واصفرار الشعور..شيء مقزز. [email protected] رابط دائم :