الحديث عن الروّاد – ومحمد فريد عبد الخالق واحد منهم – ذو شجون، و قد نتعرض فيه لقضايا مختلفة و مواضيع شتّى، المهم "لا خير فينا إذا أهملنا جيل الروّاد" و شغلتنا ضغوط الحياة من ذكر مآثرهم و استدعاء تاريخهم الحافل بالمكرمات، بخاصة عند النظر إلى الحاضر و ما يستفزّك فيه من وجود الأقزام المهازيل، و واجب علينا أن ننقل إلى الشباب الصورة الوضيئة لضيفنا الكريم حتى يتعرّف و يعرف ما يلي: 1. القول العظيم لابن القيم الجوزية [ إن عقلاء الأمة – في كل أمة – أجمعوا على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، و أن من آثر الراحة فاتته الراحة] و كان يمكن لأستاذنا أن يبقى- كما بقي غيره – بعيداً عن المغارم، قريباً من المغانم، و لكن لأنه رائد (فالرائد لا يكذب أهله)، فقد آثر النصب و اللغوب في سبيل الله تعالى و نأي عن الكراسي و المواقع بعيداً عن ما جري، و كما جري منذ أيام و لا حول و لا قوة إلا بالله تعالى. 2. على صعيد الاهتمامات، نجد كل الكائنات متفاوتة، فالعنكبوت منذ ولادته ينسج لنفسه بيتاً و لا يقبل أبداً منة الأم، و الصقر لا يقع إلا على الحي، بينما الغراب يتبع الجيف، و كم من غراب حولنا، لكن أستاذنا كان و لا يزال "فريداً" في عطائه و الذي يضع قضايا أمته صوب عينيه: لا يزيغ عنها قيد أنملة، ثابتاً على خط الإمام البنا، غير مكترث بالاجتهادات التي تمت في السنوات الأخيرة، و التي كانت سبباً في انحراف المسار، فأصبحنا نرى ما نراه اليوم من تدافع البعض نحو(القصعة) ليأكل منها كالغربان و لا حول و لا قوة إلا بالله تعالى. 3. تقديراً لما سبق، أراد بعض المحبين لأستاذنا أن يأخذوه في صيف عام 1989 ليلتقي ببعض تلامذته في جنوب شرق آسيا، و عندما حط رحاله في "الفلبين"، كان كعادته سيالاً في حديثه و ذكر من ضمن ما ذكر ما أنقله من واحد ممن رافقه ذهاباً و إياباً [لابد أن نعود كما كنا جمعية دعوية تربوية دينية، لقد خسرنا كثيراً عندما اقتحمنا مجال السياسة، لقد كان هذا رأي الإمام في آخر اجتماع حضره لمكتب الإرشاد، قال لي يا فريد "لتكن أنت رئيس الاجتماع و أنا سأكون واحداً منكم حتى أتكلم بما أريد، ثم بدأ اجتماع آخر مكتب إرشاد قبل استشهاده، قال إن السياسة قد أضرت بنا كثيراً، و آن الأوان أن نعود كما بدأنا، من يريد السياسة فإني سوف أجعل "فتحي رضوان" في الحزب الوطني يأخذه عنده في حزبه، فأنا أثق فيه، و من يريد مثل ما بدأت فيبقى عندي في الجمعية] (بتصرف) المحطة الأخيرة: أولاً: اشتراك "إياد السامرائي"، مع "طارق الهاشمي" في نظام الحكم و تشكيلاته السياسية السائدة في بغداد: وصمة عار في جبين الهيئة السنية المسماة الإخوان المسلمين في العراق: هكذا قال أحد العراقيين و الذي كان الضيف العراقي الوحيد في أول أنشطة منتدى المفكرين المسلمين و الذي أقيم في الكويت في 20 يناير 2010 بمشاركة أكثر من 30 مفكراً و كاتباً بارزاً من شتى بقاع العالم، و الذي تم تحت إشراف أمينه العام " عبد الرحمن الجميعان" و أقول : رحم الله تعالى الشيخ محمد محمود الصواف، و الشيخ عبد العزيز البدري، كان كل واحد منهما يقدم المصلحة البعيدة قبل القريبة، بعيداً عن سحر السلطة و وهج الكرسي. ثانيأً: مظاهرة الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية في "لندن" مع حوالي 600 من نصارى الخارج أمام مركز رئيس الحكومة البريطانية (10 داونج إستريت) و مع قساوستهم و هتافاتهم ضد "مصر"، مهما كانت المبررات فإن ذلك أمر معيب.. معيب. و أسأل أين بطريرك الأقباط هنا في مصر مما يحدث هناك في لندن؟؟ [email protected]