ما أقبحها والله من كلمة أعني كلمة (خيانة) فهي كلمة يفر منها كل أحد لما تحمله من معاني الغدر والقبح كله. وتزداد هذه الكلمة قبحاً إذا أضيفت لها الكلمة الثانية لتصبح (خيانة زوجية) فتكون عبارةً من أقسى العبارات وقعاً على المسامع فأنا والله تكاد أناملي أن ترتجف من هولها عاى قلبي وعندما أجد خبراً يحمل هذا المعنى أُصاب بكدر وأذى لا يعلمه إلا الله. إذ كيف يُتصوربإمرأة متزوجة تلقي بنفسها في أحضان رجل غيرزوجها متناسية عار الدنيا وذل الآخرة وكيف يعقل من رجل أن يلوث عرض أخ أو صديق أو جار أو يهتك ستر امرأة محصنة لا تحل له وهو ولا شك لا يرضى ذلك لأمه ولا لأخته ولا لابنته أو لأحد من رحمه وقرابته، متواريا بجريمته تارة ومتبجحاً بها أخرى. وعن أسباب هذه الخيانات والجرائم فهي كثيرة ومتنوعة ونقف منها على أمرين : الأول وهو ضعف التربية الأخلاقية فيتحمل البيت ومن معه من مؤسسات هذا الضعف ، فالبيت وهو أهمها في غفلة أو جهل بالتربية الإسلامية الصحيحة فلا قيم تغرس ولا يؤسس لإقامة شرع الله في نفس الطفل ليكون له درعا سابغا لمواجهة الفتن التي تموج كموج البحر. بل يترك للأفلام والمسلسلات وقيم العولمة لتشكل هويته وقيمه الأمر الثاني وهو الجفاف العاطفي داخل بيوتنا فلا تجد البنت خصوصا داخل البيت الحب والدفئ والحنان بكلمات تقدير ولطف ومداعبة وثناء واحضان وقبلات مما يوجد نوعا من الجفاف والحرمان العاطفي الذي يكبر داخل البنت ولابد له من ظهور والبنت بطبعها تملؤها العاطفة وامام هذه الاحتياجات قد تسقط هذه البنت أمام كلمات معسولة وإغراءات منمقة من ذئاب لا تعرف الأخلاق ولا العفة. وإذا تزوجت هذه البنت وجدت في بيتها الجديد نفس البيئة التي قد تكون فرت منها ، فالجفاء والتجاهل وعدم الإحتواء هو هو ولكن تغير مصدره حتى عند إقامة العلاقة الحميمية (الجنسية) بينهما فبدلا من أن تزيد هذه العلاقة الألفة والإرتباط وتذوب خلالها المشكلات فإذا بها روتين جامد وكأنه واجب لايهم الزوج فقط إلا أن يقضي وطره غير ملتفت لحاجات وعواطف شريكته الأمر الذي يملأ حياتهما جفافا عندها يطل الشيطان برأسه إذا فقدت دروع الإيمان وحصون التقوى. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]