كشف الطالب معاذ عطيتو، أحد طلاب كلية الطب بجامعة الأزهر فرع أسيوط، تفاصيل الاعتداء عليه هو و11 آخرين من زملائه داخل قسم أول أسيوط، مظهرا آثار التعذيب التي لحقت به على أيدي ضباط وأفراد الشرطة. قال معاذ: بدأت القصة عندما ذهب طالبان من أصدقائنا فى السكن بالفرقة الأولى بكلية الطب إلى السنتر التجارى بأسيوط، وحدثت مشادة كلامية بينهم وأحد أصحاب المحال التجارية، فقاموا بالتعدى عليهم، وعاد زملاؤنا إلى السكن وقصوا لنا ما حدث معهم، فنزل عدد منا إلى مكان وقوع المشادة، لكى نسأل عمن تعدى عليهم لنعرف ما السبب ومن المخطئ ولنقوم بتحرير محضر في حال أن البائع هو من أخطأ ولم نصل معه لحل. وأضاف قبل أن نصل اتفقنا ألا ندخل كلنا حتى لا يتصور أصحاب المحلات أننا جئنا للاحتكاك بهم أو التشاجر معهم أو بقصد التخريب، فدخل أربعة منا وسألنا عمن قام بالتعدي على زملائنا، فرد علينا من كان موجودًا بأنهم غير موجودين، وظللنا لأكثر من ساعة نطلب منهم إظهار من قام بالتعدي على زملائنا، إما أن يعتذروا أو نقدم ضدهم بلاغاً بقسم الشرطة، فقام الأمناء والمخبرون بالاتصال بالمباحث بقسم أول أسيوط، فجاء أول ضابط مباحث لمكان الواقعة فتحدث مع أبناء عم أحد المتعدى عليهم وطلب منهم أن يأتوا معه إلى مقر قسم الشرطة ليقوموا بتحرير محضر بالواقعة. وأشار إلى أنه أثناء الحوار وصل ضابط آخر، وعندما نزل من سيارته قام بتوجيه السباب والشتائم والألفاظ الخارجة لنا، وقال أين المخبرون الموجودون بالمكان؟، فاكتشفنا أن كل الموجودين حولنا مخبرون وأمناء شرطة، وليسوا أصحاب السنتر، فقام بإخراج كرابيج من سيارة البوكس التى يستقلها، وقام الخفراء والأمناء بضربنا بهذه الكرابيج، مع السب والشتم، فقلت لزملائى، نحن لم نفعل شيئاً حتى نتعرض لهذه الإهانة، وطلبت منهم أن نعود حتى نحرر محضرا لمن تعدى على زملائنا، فسمعنى الضابط وقام بالإمساك بى، وقال لي: "يعنى أنت اللى راجل فيهم"، وطلب من أمناء الشرطة اصطحابى إلى سيارة الشرطة، وحاول زملائى منعهم، ولكنهم دفعونى بقوة داخل السيارة، حتى إنه حاول أحد أصدقائي ويدعى "إبراهيم"، بالفرقة الثانية طب، أن ينقذني منهم فألقوا القبض عليه هو الآخر. وركب الضابط وكانوا ينادوه ب"شهاب بيه" وعرفت فيما بعد أن اسمه شهاب جابر، وقام بقيادة السيارة بنفسه بأقصى سرعة إلى قسم الشرطة. وبمجرد وصولنا قاموا بإلقائنا من السيارة على الأرض، ونزل من السيارة، وقال لخفراء وأمناء القسم "روقولى دول"، فأدخلونا من أول باب القسم وحتى مكتب رئيس المباحث بالضرب والشتائم، ولم يدخلونا المكتب، ولكن اصطحبونا إلى مكان به دورات مياه بالضرب والشتائم، فقلنا لهم: يا جماعة إحنا طلبة فى طب أزهر، وما يصحش يحصل معانا كده، فقام بالسب للطب وللأزهر وسب لكل المتعلمين. وقال لنا "أنتو دكاترة تحت الجزمة، والدكاترة دول مالهمش قيمة عندى، ومستقبلكم هايضيع على أيدى". وأعطى أمراً للأمناء بوضع الكلابش فى أيدينا، وبدأ يجلد فينا، فضلاً عن الشتيمة بالوالدين والإهانة التى ليس لها حدود، وضرب على الوجه واليدين والرجلين وكل أنحاء الجسم، "وبعدين جابوا زميلنا الثالث وكانوا سحلوه فى الشارع، وجاء بملابس ممزقة وحافى وجلدوه معنا فى القسم، وبعدين ألقوا القبض على 8 آخرين ليس لهم علاقة بالمشكلة وأخذوا منا كل متعلقاتنا الشخصية وتليفوناتنا المحمولة، وعندما جاء أحد المتعدى عليهم لتحرير محضر لطمه رئيس المباحث على وجهه"، وقال له "أنت سيقبض عليك بتهمة التحرش". وأضاف كتب أسماءنا، ولفق لكل اثنين محاضر، وهو بنفسه قال: "سألفق لكم محاضر لن تخرجوا منها أبدا"، إلا أن أحد زملاءنا له قرابة ووساطة فى الشرطة ضغطت على رئيس المباحث وأتوا بأصحاب السنتر وأحد الضباط قال لنا أمامهم: "لولا هؤلاء الناس المحترمين لكنت قضيت على مستقبلكم". وبعد خروجنا من القسم كلمنا أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، واتصلوا ببعض، وعقدوا لقاءً بمقر نادي أعضاء هيئة التدريس وقرروا عمل بلاغ في النيابة العامة حمل رقم 2695 لسنة 2013 إدارى أول أسيوط. واتصل الدكتور أسامه العبد، عميد كلية العلوم، رئيس النادي بنائب رئيس الجامعة، وأبلغه فأرسل معنا أحد المحامين إلى النيابة، وتم عرضنا على الطب الشرعي، ونحن فى انتظار التقرير. وقال معاذ في نهاية حديثه: لن أتراجع عن حقي أبدا ما دمت على قيد الحياة حتى يتم تقديم كل من ساهم فى تعذيبي وجلدي، أنا وزملائي للمحاكمة الفورية.