أتذكر جيدًا عندما حدثت انفجارات سبتمبر 2011 خرج علينا جورج بوش بقوله "الحرب على الإرهاب" بل هي حرب "صليبية"، واصفًا حرب أمريكا على حربها على الإرهاب بأنها حرب صليبية، وتبينت سياسة بوش بعد ذلك أنها ليست حرب صليبية على الإرهاب بل إنها حرب صليبية على الإسلام. إن التاريخ ليعيد نفسه عندما دعا البابا أوربان الثاني لحرب صليبية على من "قتل المسيح" ولتحرير أورشليم من المسلمين واستغل البابا أوربان الثاني إرهاصات السلاجقة الأتراك في فلسطين في دعواه المزيفة والمشوهة عن الإسلام وبالتالي عن المسلمين، وعلى الجانبين فإنه لا يمكن اعتبار السلاجقة الأتراك يمثلون الإسلام بروحه السمحة العادلة، وكذلك لن نستطيع اعتبار البابا أوربان الثاني ممثلًا للمسيحية بروحها السمحة العادلة، إنما ممثلا لعصر ديني مستبد. وبتطبيق ما سبق على جورج بوش فإنه يعهد بحرب صليبية بل وقيامه مرة أخرى باستغلال الخطاب الديني وهو كعادته يستخدم الصياغة الدينية في حديثه بإضافة بعض العبارات الدينية ك ( فليبارك الله أمريكا)، هذا إلى جانب تأثره بما يعرف بالصهيونية المسيحية، وكذلك إعلانه باسم الصليب حربًا على الإرهاب وفي باطن الحرب حرب على الإسلام، هل يعقل أن ديانتين سماويتين يحاربا بعضهما البعض؟!، بالطبع لا يعقل وإنما تطرف بوش وتطبيقه بروتوكولات الصهيونية المسيحية ونبؤاتها جعلته يتصرف وكأنه ممثلًا للإرادة الإلهية . ولا نظن أن عهد بوش قد انتهى برحيله، بل إن ما حدث من تفجيرات في بوسطن وتكساس لا يمهدان لخير، بل اتهام شخص سعودي في تفجيرات بوسطن غير مبشر بالمرة. والوقفة التي نريدها الآن هي بإطراح سؤال مهم: لم تفعل أمريكا هذا؟ ، تحدث الانفجارات وتلصقها بالإسلام والمسلمين، بل وربما يكون المقيمون بالانفجار مسلمين مأجورين ( فهل هذا معناه أن الإسلام يأمر بذلك ؟؟ !!!! ، فكم مسلم لا يعرف من إسلامه سوى شهادة يشقشق بها ريقه ولا يفهم من معانيها شيئًا، كم من مسلم يبيع ضميره ودينه ووطنه في مقابل متاع الحياة الدنيا؟ فهل هؤلاء يحسبون على الإسلام؟ بل حتى نستطيع أن نحسب هؤلاء مواطنين على وطنهم بل إنهم خائنون لوطنهم؟ خائنون لدينهم ويحاكمون بتهمة الخيانة العظمى. ونعود لسؤالنا مرة أخرى، لم تفعل أمريكا ذلك؟ لأنها وإن كانت تفعله من منطلق القوة التي تهيمن بها على العالم، فإنها تفعله أيضا من منطلق الجهل الذي أصاب الأمة العربية! وبالأخص الجيل النشء من الشباب، الذي إلى الآن لم يدرك خطورة الصهيونية المسيحية التي تهدد بالأمن القومي العربي، التي تهدد بحرب أديان عمياء، التي تهدد بمعركة كبرى يستعجلون في قيامها، التي تهدد بحرب على العرب والدول العربية باسم الدين، التي تهدد بموت الملايين باسم الرب، باسم الدين، باسم المسيح، وأبناء المسيح، التي تهدد بتشويه المسيحية، وتشويه الإسلام. ما دورنا نحن العرب، نحن المصريين ، نحن شباب هذه الأمة وأملها، أنترك جهلنا يسير بنا إلى حرب صليبية جديدة تقودنا فيها أمريكا إلى ما تحبه وترضاه هي وإسرائيل اللعينة، أنترك الكرة تتكرر وتعيد نفسها بنا كما حدث في سبتمبر وإعلان حرب على الإسلام إعلاميًا وفكريًا وعسكريًا، ولم نستطع حتى رد الهجمات الفكرية كعلماء أو حتى كأفراد لديها معلومات صحيحة عن الإسلام من خلال أي وسيلة إعلامية، أنترك الدعاية الصهيونية تروج كيفما تشاء إلى أن مساندة أمريكا لها هي مساندة مباركة من الرب وإذا توقفت أمريكا عن مساندة إسرائيل فهي ملعونة من الرب.. والله إن الموت لأهون علينا من أن نترك جلادينا يلعبوا بأقدارنا كيفما يشاءوا بل ويلعبوا في ديننا ونقف مكتوفي الأيدي. لا أدعو لحرب، بل هم يستخدمون حربًا معلوماتية، حربًا بتزييف الحقائق والتاريخ، دورنا هو العلم والمعرفة، فالمسلمين أمة اقرأ، سلاحنا الذي نمتلكه هو سلاح العلم، لا نتركه ولا نهمله، فالأمة العالمة، خير من الأمة الجاهلة. [email protected]