بورسعيد.. مدينة الشهداء والأبطال اختلطت على أرضها دماء رجالها وشبابها مسلمين ومسيحيين؛ دفاعًا عن مصر وأهلها في بطولة وشجاعة نادرة عبر التاريخ إثر حروب مختلفة كانت حائط صد للغزاة والمستعمرين، وكان من الطبيعي بعد أن توحدت دمائهم لتعبر عن أصالة الشعب المصري عدم وقوع أي مشادات أو فتن أو اشتباكات بين الطرفين إلا في القليل النادر لبعض الحوادث المتفرقة. وجاءت حادثة وحيدة كادت أن تتسبب في فتنة عندما تنصر الشاب محمد حجازي قبل أعوام ليتزوج من مسيحية بإحدى محافظات الصعيد في إحداث فتنة كبيرة بالمدينة وخاصة من الجماعات الإسلامية والتي صبت غضبها على أهله لتحاصرهم أمن الدولة لشهور طويلة، منعًا للفتنة. واكتشف أهله أن ابنهم كان مضطربًا نفسيًا وكان من أحد أعضاء حركة كفاية ببورسعيد وتم القبض عليه قبل زواجه وخرج ليتزوج من مسيحية وإنه كان يريد السفر إلى الخارج وسافر بحجة الاضطهاد. وفي بورفؤاد لا تعرف الفرق بين مسلم ومسيحي وكثيرًا من المسلمين يدخلون المدارس الخاصة التي يرأسها أقباط مثل الراعي الصالح وسانت مارى وسان جوزيف بالإضافة إلى المراكز الطبية الإسلامية التي يتردد عليها الأقباط والعكس بمستشفى الدليفراند القبطي التي يتردد عليه المسلمين، كما يعتبر أيضًا سان جورج من أكبر المخابز التي يفضل المسلمين التعامل معها. كما يقوم المسيحيون بتأمين المسلمين أثناء صلاتهم في أي مظاهرة يقوم بها أبناء المدينة في مثال واضح وحي على الوحدة الوطنية ببورسعيد تظهر وقت الشدائد والأزمات. وعندما نشبت حرائق ببعض الكنائس وكان من الممكن أن تؤدي إلى فتنة طائفية بين الأهالي كان أول المنقذين لأي مصاب أو ضحية مسلم مثل مشغل تفصيل الملابس بكنيسة مارجرجس بالمحلق بامتداد الكنيسة بسبب ماس كهربائي قدرت خسائره المبدئية بحوالي 2 مليون جنيه. وجاءت مساعدة المسلمين في إطفاء الحرائق المتوالية بكنيسة العائلة المقدسة ببورفؤاد، وإنقاذ الضحايا والمصابين لتخرس الألسنة وتقضي على أي شكوك يطرحها ذوي النفوس المريضة لإشعال نار الفتنة. وشكلت ائتلافات أهالي بورسعيد وبورفؤاد لجانًا شعبية لتأمين الكنائس مع قوات أمن بورسعيد لإبراز دور الوحدة الوطنية بين طوائف الشعب البورسعيدي وشكل ائتلاف أهالي مدينة بورفؤاد لجنة لحماية الكنائس لإتاحة الفرصة للإخوة المسيحيين للاحتفال بأعيادهم في جو من الأمان حيث تقوم اللجان الشعبية في أي مناسبة أو بعد حدوث أي مشادات طائفية بين بعض المسيحيين والمسلمين بإحدى المحافظات يقوم بدور المشارك دائمًا في الأحداث الاجتماعية وحريص على التواجد وتقديم التهاني للأخوة الأقباط. كما شهدت بورسعيد وحدة وطنية بمعنى الكلمة شارك فيها مسيحيو المحافظة مع المسلمين في مظاهرات الغضب وشارك الآلاف من الرجال والنساء لرفض الفيلم المسيء للرسول. وألقى ممثل الكنائس في بورسعيد كلمة ندد فيها بشدة بهذا الفيلم المتدني الذي أساء للإسلام وللنبي محمد، مؤكدًا أن الكنيسة في بورسعيد ترفض مثل هذه الأعمال وتندد بمن نفذها وتتبرأ من أي مصري مسيحي شارك في هذا العمل الذي يستهدف إحداث الوقيعة. و شارك المسلمين المسيحيين بالوقفات الصامتة أمام الكاتدرائية ضمت العشرات من الناشطين السياسيين والقوى والحركات السياسية ببورسعيد وأعضاء حركة 6 إبريل والجبهة الديمقراطية وحزب المصرين الأحرار وعدد من ممثلي بعض الأحزاب بالمدنية لتضامنهم في وقفة صامتة بالشموع والملابس السوداء أمام كاتدرائية السيدة العذراء حدادًا على ضحايا أحداث كاتدرائية العباسية، ورفعوا الهلال والصليب معًا كشعار يثبت وحدة أبنائها معًا ضد حوادث الغدر التي تريد إشعال الوطن.