أوصي نبينا صلي الله عليه و سلم بكبار السن خيرا فقال "ان من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم" فجعل تقدير و احترام الشيوخ جزءا من تعظيم رب العباد فجيل الآباء و الأجداد معنيون بهذا الاختصاص في التوقير و من بين الشيوخ تأتي كوكبة العلماء الذين نجلهم و نتعلم منهم و نسير وفق ارشاداتهم حتي نسلم في طريق دعوتنا إلي الله دون زلات قاتلة أو سقطات مدوية..و فكرة مقالي هذا تنصب علي هذا القطاع الهام من أهل العلم الذين يبذلون جهودهم في سبيل دعوتهم إلي قيم الإسلام السامية و لا شك أن خطابي في هذا المجال متوجه إلي الشباب الذي قد يسئ فهم الشيوخ فيتجاوز في حقهم و يتناولهم بالنقد و التجريح دون أن يتعرف علي أبعاد نظرتهم الواقعية في المصالح العامة التي ربما لا يدركها كثير من الشباب لصغر السن وقلة الاطلاع و ندرة التجارب إن من احترام أهل العلم طلب الحديث منهم والاستماع إليهم وإشعارهم باحتياج الناس لهم و أهميتهم في مجال التربية والتوجيه للعامة ودورهم الكبير في صياغة حركة المجتمع كله . وعلي الشباب أن يحذر من إحراج الشيوخ بأقوال غيرهم من أهل العلم علي ملأ من الناس أو تتبع زلاتهم و معايرتهم بها و نشرها علي نطاق واسع فهذا لا يجوز فعله فربما غضب الشيخ و و هاجم الشباب و اتهمه بالجهل والعجلة والاندفاع كما حدث في السبعينات حين نشطت الحركة السلفية فوقعت المواجهات مع بعض الشيوخ وانعكس ذلك سلبا علي الدعوة الى الله تعالى و لقد شاهدنا مواقف حميدة للشيوخ علي إثر استقبال حسن لهم ومعاملة كريمة تليق بمنزلتهم فشهد الشيخ صلاح أبو اسماعيل رحمه الله شهادة حق في محكمة أمن الدولة عام 1983 و محاكمات بعدها فصدع بكلمة الحق غير هياب ونصر الشباب الذين يقفون خلف القضبان ووقف ضد من يمنع الحديث في الدين لغير الأزهري و أكد أن هناك من الشباب من بلغ مرتبة علمية طيبة في العلوم الشرعية وأن له حق الفتيا ما دام قد حصل أدوات الاجتهاد وليس شرطا أن يكون من خريج المعاهد الأزهرية و أثنى علي حماس الشباب و غيرته علي الدين ونواياه الطيبة و أوصى به خيرا.و شهد الشيخ الغزالي و الدكتور مزروعة شهادة طيبة أمام المحكمة التي نظرت إحدي قضايا الشباب في التسعينات و تحضرني طرفة قبل الخاتمة حيث سألتني زوجتي أم الهيثم حفظها الله سؤالا في الفقة و كان ذلك في نهاية الثمانينات فلما أجبتها من خلال مطالعتي لمذهب الإمام الشافعي سألتني هل أصبحت عالما؟ فقلت لها :لا.فقالت:ما الدليل على الاجابة؟ فتذكرت أنني كنت أنبهها الىاتباع الدليل حيث كان ولم تسعفني الذاكرة به فقلت لها ضاحكا:انني زوجك!! ثم أرسلت لها الدليل بعد مراجعته في الكتب بعد ذلك. و ختاماً فكما أن الشيوخ مطالبون بالصبر علي الشباب في توجيهه و تعليمه فإن الشباب مطالب بألا يسارع إلي سب أحد الشيوخ لكونه أصدر فتوى معينة أو قال قولا لا يتفق مع أفهام الشباب الحماسية فإن مراجعة الشيوخ تكون بمعرفة أهل العلم من أمثالهم بالحجة والدليل والعرض الموضوعي بعيدا عن الاتهام والتجريح ثم انني أحذر من فكرة الدعاء علي علماء المسلمين الذين نختلف معهم في القضايا المطروحة علي الساحة بل يلزمنا الدعاء لهم بالتوفيق و السداد و حسن الرأي فصلاحهم أحب إلينا لأن ذلك يعود في النهاية علي الأمة الإسلامية بالنفع و يقطع محاولات خصوم الإسلام الذين يتربصون بنا و يريدون أن ينشب الصراع الداخلي بين الصحوة الإسلامية و بعض العلماء العاملين فتحية إلي العلماء أصحاب الدرجات العالية والمقامات الرفيعة ورثة الأنبياء و حملةالشريعة (يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات) و صلي الله علي سيدنا محمد