السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أستحلفك بالله يا أستاذة أميمة أن تنشري قصتي، فأنا أستغيث بكِ وبكل قرائك, حتى أجد المخرج مما أنا فيه, فقصتي هذه كانت قضية مطروحة على الرأي العام وأمام المحاكم منذ 6 سنوات تقريبًا.. وتبدأ منذ كنت في الصف الثاني الإعدادي، وكان عمري وقتها نحو 14 عامًا, أمي أصيبت بالشلل وأصبحت بلا حراك, وأبي مدمن خمر, وليس لي إخوة, ويومًا ما عاد أبي كعادته مخمورًا قبل الفجر، وأنا نائمة وصحوت مفزوعة من محاولته التهجم علي, ولأنني وقتها كنت صغيرة السن, فلم أكن أعرف ماذا يحاول أن يفعل بي! أيريد قتلي أم ماذا؟ فصرخت ودفعته عنى بكل قوتي، وهو يترنح من السكر فوقع مغشيًا عليه, وعندما استيقظ لم يتذكر شيئًا مما حدث, وأمي لم تستطع النوم كما لم تستطع الحركة من فراشها, وما كان منها إلا البكاء, بعد عدة أيام عاد الأب مخمورًا أيضًا, ولكن هذه المرة وبعد أن اقترب مني وقبل أن أصرخ لم أشعر بأي شيء, وكانت المفاجأة بل والمصيبة الكبرى في الصباح عندما أفقت واكتشفت أنه خدرني وسلبني أعز ما تملكه كل فتاة, وقبل أن أفيق أيضًا من صدمتي أو أكلم أمي المنهارة، وفي حالة عجيبة من الصدمة هي الأخرى, أمسك أبي بسكين وهددني أن يذبح أمي أمامي إن تفوهت لأي مخلوق بما حدث, ومن يومها وهو يقوم باغتصابي كل ليلة تحت التهديد بذبح أمي العاجزة, مع الضرب والتعذيب حتى إذا بكيت, واستمر هذا الوضع لمدة 6 أشهر, أصيبت خلالها بمضاعفات صحية كبيرة وحساسة, ولم أستطع الحركة إلا بصعوبة, وفي هذا الوقت زارنا عمي الوحيد وابنته والذي كان على خلاف مع أبي، بسبب اعتراضه على شربه الخمر, وكل عدة أشهر يأتي ليعطيني مبلغًا لنعيش منه أنا وأمي دون علم أبي.. وفي هذه المرة أتى ليراني في حالة بشعة من الإعياء, وسريعًا وبعد طلب أمي منه أخذني وتوجه بي لأقرب مستشفى, وهناك انتابني صراخ هيستيري, وبعد حقن مهدئة حكيت لابنة عمي الكبيرة ما حدث بالتفصيل والتي انهارت هي الأخرى وأخذت في اللطم وجرت وحكت لأبيها كل شيء,والذي قام بدوره بتحرير محضر لأخيه بالواقعة وطالب بعرضي على الطب الشرعي واتهم شقيقه باغتصابي، فأمرت النيابة بسرعة ضبطه، وأمام النيابة كانت المفاجأة، حيث اتهم أبي المخمور شقيقه الذي قام بالإبلاغ عنه باغتصابي بحجة الخلاف على الميراث ولكن النيابة رفضت اتهامه وأمرت بحبسه على ذمة التحقيق وتسليمي لعمي، وبعد جلسات المحاكمة قررت المحكمة حبسه ثلاثة أعوام مع الشغل والنفاذ. بعدها طلبت أمي من عمي أن يوفر لنا سكنًا صغيرًا ولكن بعيدًا عن المنطقة التي اشتهر بها الحادث, حتى تهرب بي من ألسنة الناس وبعد أن انتقلنا بفترة طويلة توفي عمي الحنون والذي كان يرعانا, والآن توفيت أمي أيضًا, ولذلك لجأت بعد الله ل"المصريون",حتى أجد عندك الحل أستاذة أميمة بعد أن انقطعت بي كل السبل وفقدت الصدر الحنون الذي كان يكنز همومي وهي أمي ومن قبلها فقدت حماي وسندي المتمثل في عمي، وحتى ابنته تزوجت وسافرت, ولم يعد أمامي سوى الخيار المر وهو أبي، وأنا الآن سني 20 عامًا, فهل أعود لأبي الذئب البشري الذي أفقدني أعز ما أملك، والسبب الوحيد في وفاة أمي بحسرتها عليّ, حتى لا يطمع فيّ الطامعون, حيث بالفعل بدأت أعاني من ذلك؟ أم أصارع اليتم والوحدة وأكمل مشوار حياتي بدون أب وبدون أهل وأقطع صلتي بالماضي علمًا بأن عودتي لأبي تعني على الأقل تجدد فضيحتي على كل لسان من أهل المنطقة الشعبية التي يسكن بها؟، أفيدوني بالله عليكم ماذا أفعل؟ (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حبيبتي .. يا من لاطمتكِ أمواج الحياة مبكرًا وأنتِ من المفترض أن تكونين وقتها في حما أب يشعر بالمسئولية تجاه زوجته المريضة وطفلته الوحيدة,ولكنه ارتمى في أحضان العادة اللعينة التي تذهب العقل وهي إدمان الخمر, ولا جدال على أنكِ ابتليتِ ابتلاءً عظيمًا منذ نعومة أظافرك وإلى الآن مرورًا بزهرة شبابك التي ما لبثت أن تتفتح إلا وقطفها من لا يرحم.... فقلبي وقلوب قرائي الرحماء جميعًا معكِ وحسبنا الله ونعم الوكيل.. ولاشك أنكِ الآن في حيرة شديدة من أمرك, ولهذا فسوف أقترح عليكِ بعض الاقتراحات التي ربما تناسبك وتساعدك بعون الله... ففي البداية قومي بمحاولة بتحفظ شديد مع أبيكِ, لعل الله أن يكون هداه بعد سجنه وتعلم الدرس جيدًا وربما ترك داء شرب الخمر, فاسألي عنه من بعيد واعرفي كيف أصبحت أحواله, فإن علمتِ عنه أن الله قد هداه وتاب, فلتتصلي به وتدعيه لأن يأتي ويعيش معكِ, ولا تذهبي أنتِ للعيش معه, منعًا للكلام السيئ من جيرانك القدامى, وحتى تكونين قد امتثلتِ لأوامر الله تعالى في قوله:" وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا".... ولكن إن علمتِ أن حاله لم يتغير وكما هو ومازال ينغمس في شرب ما يذهب العقل, فهنا عليكِ حبيبتي أن تسعين بالفعل لعدم العيش بمفردك, فيمكنك أن تعملين بإحدى دور المسنات على أن تقيمين معهن في الدار فهم يحتاجون أحيانًا لمقيمات معهن, أو إحدى مؤسسات دور الأيتام ليكون عملًا لكِ، وفي نفس الوقت, تتقاضين عنه أجرًا ماديًا وثوابًا عند الله, وفي نفس الوقت تجدين بينهم المكان الآمن على نفسك وعرضك, وعليكِ أن تقومين بتأخير شقتك,وتدخرين إيجارها في أحد البنوك الإسلامية وبدون فوائد,حتى إذا ما أتيتكِ فرصة مناسبة للزواج ممن يستحقك فلتتوكلي على الله ووقتها لن تحملين همّ أعباء التجهيز للزواج, وأنا بدوري سوف أرسل لكِ أسماء وعناوين بعض دور المسنات والأيتام لتتخيرين منها الأنسب لك, وحتى تكون لديكِ راحة نفسية حين تعيشين معهم, ولا تخافين حبيبتي من عدم قبولك هناك, فسوف أساعدك وأتدخل أنا شخصيًا لدعمك عندهم, فهؤلاء منهم من البشر ما خصهم الله بقلوبهم وأجسادهم لخدمة عباده فقط لمرضاته تعالى, وسوف تلمسين ذلك بنفسك منهم فيما بعد, وأينما احتجتين إليّ ستجدينني بجانبك أخت لكِ في الله. وفقكِ الله حبيبتي لما يحب ويرضي ولما هو فيه صلاح حالك وسترك بالدنيا والآخرة ورحم أمك المسكينة وهدى الله أباكِ. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/ أميمة السيد [email protected] وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الاجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الاتصال برقم ( 2394).