السلام عليكم يا أستاذة أميمة, أنا مشكلتى صعبة جداً ومحتجالك فيها ضرورى يا أستاذة أميمة,لكن صدقينى وقبل أن أبدأ قصتى معكى أنا باعترف أمامك وأمام كل قرائك أنى غلطت غلطة عمرى , فمن 5 سنوات وبعد ما خلصت دبلوم إشتغلت فى محل ملابس,وفى الفترة ديه إتعرفت بشاب صورلى الحياة وردية ووعدنى بالزواج ,أمى عرفت إنه عاطل وبيشرب مخدرات رفضت عرفت والدى وهو حاول يقنعنى أنى أرفضه ولم أسمع لكلامهم, ضربنى ضرب جامد ومنعنى من الخروج ,ولكن الشاب ده ظل على إتصال بى لحد ما جعلنى أهرب معاه وتزوجنى,ولكن للأسف عشنا مع بعض أصعب وأبشع وأمرعيشة وهو لم يكن على قدر المسئولية ولا يعمل ,وكنت أعمل وأصرف عليه وكان مدمن ويضربنى ويؤذينى بالشتائم أمام كل الناس,ووصل الحال به إنه ضربنى وهو مخمور ليأخذ نقودى بالقوة وكنت وقتها حامل فتسبب لى فى نزيف حاد وفقدنا الجنين وفقدت أنا الرحم, وكلما حدث لى شىء أكون متأكدة إنه بسبب غضب أمى وأبى,لأنى علمت بعد كده إن والدى مستحملش صدمته فيا وقعد سنة ونصف مريض بالجلطة وبعدها مات من القهر,ولما حاولت أحضر العزاء أمى وأخوالى وأختى الكبيرة رفضونى تماماً وبعتوا وقالوا هندبحها لو حضرت, المهم أنا حاولت إنى أرجع لأمى كتير يا أستاذة أميمة ,وسقت عليها طوب الأرض وهى ترفض بشدة وغضبانة عليا ومش راضية تسامحنى,وفى المستشفى طبعاً عملوا محضر بواقعة التعدى والتسبب فى الإجهاض وفقدان الرحم,والشرطة وهى بتقبض عليه وجدوا معه مخدرات فأصبحت القضية قضيتان,وهو حالياً محبوس والحمد لله عرفت أطلق منه, وبقالى سنتين مقيمة عند واحدة مريضة بخدمها ومحافظة على نفسى وبصلى والحمد لله وبدعى ربنا يسامحنى ليل نهار ,لكن كل اللى تاعبنى ومش عارفة أنام منه أمى .....وأنا ببعت لها نداء من خلال باب حضرتك "إفتح قلبك" لأن فى واحدة قريبتى من بعيد عرفتنى إنها متابعة باب حضرتك وأنا من خلاله ببعت ندااااااااااااء لأمى ,وأقولها: سامحينى يا أمى ويارب والدى يسامحنى,وأنا شفته فى المنام وخدنى فى حضنه وطبطب عليا ,وخلانى صليت معاه ,ومن وقتها حسيت إنه سامحنى, يا أمى ...أنا تعبت والله العظيم تعبت والدنيا خبطت فيا بما فيه الكفاية,وربنا بيسامح عبده ,إنتى ليه مش راضية تسامحينى؟؟؟ ربنا يكرمك يا أستاذة أميمة أنا لى عندك طلب وخدمة عمرى ما هانساها لحضرتك ,,أنا محتجالك لو سمحتى تتدخلى شخصياً لحل مشكلتى ,ياريت تعرضى مشكلتى بسرعة ,وتوجهى كلام لأمى ولكل بنت ممكن عقلها ولا أى حد يوزها علشان تهرب من أهلها ومهما أهلها عملوا فيها لكن نارهم ولا جنة غيرهم وتقوليلهم نصيحة, وكمان أرجوكى تتدخلى وتكلمى أمى شخصياً عن طريق التليفون حتى ,وتخلى قلبها يحن وتسامحنى,وأنا بعت لحضرتك تليفونها وتليفونى ,أرجوكى تتدخلى وأنا واثقة إنك ممكن تأثرى عليها ,أرجوكى كل ما أتمناه إن عيد الأم السنة ديه يأتى وأنا فى حضنها أبوس إيدك ورجلك يا أمى تسامحينى. (الحل) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حبيبتى..بالفعل أنت ِأخطأتِ خطأ كبير ,ولكن هونى على نفسك, فكما كان الخطأ كبير كان عقابه من الله لكِ أيضاً كبير بل وسريع,وهذه فى حد ذاتها نعمة لعل الله أراد بها أن ينقيكِ من ذنوبك قبل أن تلقيه, وأنتِ حبيبتى معترفة بخطئك ولستِ بحاجة لنصيحتك كما أن الله تعالى فتح لكِ باب توبته وهداك للصلاة والإستقامة كما تقولين, وكل ما أطلبه منكِ هو الثبات على طاعة الله تعالى وكثرة الإستغفار الدعاء والتوسل إليه دائماً,وثقى أنه لن يخذلك وسيعوضك خيراً مما عانيتى فىما مضى من حياتك, ولذلك وتأكيداً على طلبك فكلامى سوف يكون موجهاً لإثنين..أولهما أمك وثانيهما لكل فتاة فى مثل سنك أو ظروفك, *وأبدأ لأوجه كلامى للأم الطيبة التى أعلم تماما وأشعر بما يعتصر قلبها ,وأكبر دليل هو موقفها المتعنت من الأبنة, فيا أمى أنا أعلم تمام العلم أننى مهما تحدثت إليكِ فلن أكون أكثر حنانا وحباً لإبنتك منكِ مهما حدث منها ,ومهما صددتِ عنها,وربما أنتِ أيتها الأم الصبورة لم تكونى تعلمى بما حدث من أهوال لإبنتك طوال هذه السنوات,وها هى قد وضحت ما عانته وإعترفت بأنه عقاب الله لها, إبنتك يا أمى ليست بالبنت الفاسدة ولا المنحرفة والعياذ بالله وإن كانت أخطأت فى طريقة زواجها وفى إختيارها للإنسان المناسب,إلا أنها فى النهاية تزوجته على سنة الله ورسوله,هذا بالإضافة إلى أنها تركته ولم تنجرف بعد ذلك فى تيار المنحرفات,بل فضلت أن تعمل لخدمة مسنة ,وتستتر فى بيتها عن أن تتبع الهوى الذى تتبعه كثيرات فى مثل موقفها,وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على أن أصلكم طيب . أرجوكِ وأتوسل إليكِ يا أمى أن تسامحيها ,وأنا على ثقة فى أنكِ إن سامحتيها وتقبلتى عودتها إلى حضنك ,فسوف تسامحها أختها وباقى أهلها, ولتتذكرى أمى الفاضلة,أن الله تعالى له المثل الأعلى وهو يقبل توبة عبده إن أتاه نادماً فقد قال سبحانه: ((فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) وأيضاً قال تعالى: ((مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)).....فما بالنا بالعبد الضعيف ألا يسامح؟!! وابنتك حبيبتى الغالية كانت جاهلة وصغيرة السن ولازالت صغيرة السن ,فأستحلفك بالله ألا تدعى أمواج الحياة تلاطمها أكثر من هذا ,فما رأته يكفيها ,فسامحيها وتقبليها عندك واحتضنيها, حتى لاتندمين على أخطاء أكبر يمكن أن تقع فيها بسبب هذا التعنت منكِ, فالدنيا قصيرة ولا نعلم متى وكيف سنقابل ربنا وعلى أى حال, وإنتظرى منى مكالمة شخصية فى القريب العاجل إن سمحتى لى ,وأرجو ألا تخذلينى... * أما ندائى الثانى وبشدة فى أذن كل فتاة,فكما قالت صاحبة الرسالة :" نار أهلى ولا جنة غيرهم" ..فمهما كانت قسوة الأهل على الفتاة ,فهو خوف ومحاولة للحفاظ عليها لا لتعذيبها,فيجب على كل بنت وإبن أيضاً أن يتفهموا ما يرموا إليه الأهل من الشدة عليهم,ويحاولوا أن تكون هناك لغة للتفاهم والحوار الهادىء لإذابة الفروق بين تفكير الأجيال , ومهما كان الضغط النفسى عليهم من الأسرة إلا أنه أهون مئات المرات مما سوف يعانوه إذا فكروا بالهرب والإبتعاد عن ذويهم, وبالنسبة للفتيات والشباب معاً فى إختيار شريك الحياة,فإن رأى الأهل غالباً يكون سليماً ,فهم عادةً ما يبصرون سلبيات جذرية فى الطرف الأخر يعميكم عن إبصارها الحب والإعجاب الخاطىء,,فالتفكروا جيداً فى نصائح الأهل فهم أكثر المحبين لكم وهم من تهمهم فى النهاية سعادتكم وإستقراركم. وأدعوا الله أن يهدى شباب وفتيات الأمة,وأن يصلح حالهم ويبعدهم عن مالا يرضيه,وأن يسترنا جميعاً ويبارك فى أبنائنا. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected]