يتولى خلافة المسلمين الوليد بن عبد الملك ويولى عمر بن عبد العزيز امارة المدينةالمنورة فما كان اول شىء فعله عمر؟ هذا هو السؤال الذى توقفنا عنده فى المقال السابق :دعا عشرة من فقهاء المدينة وطلب منهم أن يعينوه على الحق وأن يقوموه ان أخطأ وظل على هذا الحال حاكم يعدل فى امارته وحوله مستشارون امناء لا يخافون فى الله لومة لائم فكان التوفيق والسداد من الله عز وجل ، لذلك كان هو أول من وسع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخل حجرات زوجاته(ص) فى المسجد ولم يخش فى الحق اعتراض المعترضين نجح فى ارساء العدل والحق بين الناس فولاه الوليد امارة مكة والطائف ثم امارة الحجاز كلها( التي هي اليوم المملكة السعودية) ونجح فى ادارتها كما نجح فى ادارة ما سبقها وظل ينتقل من نجاح الى نجاح واخذ ينشر الحق والعدل ويرفع الظلم عن الناس وفجأة! يحدث حادث يقلب حياة عمر رأسا على عقب ،يجعل هذا الشاب المرفه الذى كان يلبس افخر الثياب ويتعطر بأغلى أنواع العطور يجعله زاهدا متقشفا حزينا باكيا! وفى مفاجأة من العيار الثقيل يعتزل عمر بن عبد العزيز الحكم ! ما الذى حدث؟ ما الذى حول عمر من شاب مرفه ذا منصب ومال الى شاب زاهد فى الحكم و المال وكل شىء؟ انه حادث خبيب؟ من خبيب هذا ؟ انه خبيب بن عبد الله بن الزبير بن العوام كان عابدا تقبا ورعا وكان لا يخشى فى الحق لومة لائم ، ولكنه كان احيانا يندفع ويهاجم الخليفة ، وفى مرة اندفع وأخطأ فى حق الخليفة واسرته خطأ يجيز اقامة الحد عليه فأمر الوليد ان يقبض عليه ويضرب مائة سوط ونفذ عمر الحكم بصفته واليا على الحجاز فارتفعت حرارة خبيب بسبب الضرب فأصيب بالحمى فصبوا عليه الماء لخفض الحرارة فاذا به تسوء حالته ويموت بعدها بأيام وهو فى داره! واذا بعمر بمجرد ان يعلم بما حدث يسقط مغشيا عليه ! فلما أفاق حمل نفسه المسئولية رغم انه كان يطبق قصاصا عادلا ،وظل شبح خبيب يطارده فى صحوه ومنامه حتى اعتزل الحكم والناس لدرجة انه بعد سنوات وبعد موت الخليفة وتولى سليمان الحكم حدث أمر مشابه وأمر سليمان بضرب زيد بن حسن بن على بن ابى طالب مائة سوط ،فلما سمع عمر بالأمر سارع الى رسول الخليفة وقال له لا تنفذ الحكم حتى نكلم امير المؤمنين لعله يعفو عنه ،ثم مرض سليمان فقال عمر: انتظر حتى يشفى امير المؤمنين .. هل شفى أمير المؤمنين؟ هذا ما سنعرفه فى اللقاء القادم بإذن الله أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]