كما تألمت كتائب الإساءة في مصر من مجرد تغريدة واحدة خفيفة للكاتب القطري الأستاذ أحمد علي فإن القطريين يتألمون من بذاءات طويلة ممن يمارسون ذلك بإيعاز من شخصيات تنتمي للنظام السابق تحركها أطراف معروفة. الآن فقط شعرتم بالألم فتتحدثون عن إساءة، فماذا يمكن أن يقول القطريون إذن وأنتم تنامون وتستيقظون على هوس اسمه قطر؟ عودوا إلى رشدكم فذلك أفضل لكم ولمصر التي تستفيد من قطر أكثر مما تستفيد قطر منها، ودعكم من العصبيات والجاهليات وإشعال الحرائق التي لن تكون في مصلحتكم، وكفى ما تعيشه مصر من مآسٍ وفوضى غير خلاقة تهددها في وجودها سلطة ومعارضة وشعبًا وتاريخًا وجغرافيا وعلاقات مع الأشقاء والأصدقاء. لا يجب على المصريين الواعين أن يتيحوا الفرصة لبعض الموتورين لتأزيم العلاقات مع قطر نهر الخير الدافق على مصر، وعلى غيرها، أو توتير العلاقات مع أي بلد آخر، مصر تحتاج اليوم للجميع أكثر من أي وقت مضى. يجب مقاومة هذا العبث وفضحه وعدم السكوت عن فوضويته المدمرة. القطريون يثبتون مجددًا أنهم أوسع صدرًا، وأكثر صبرًا، وأرحب أفقًا، وأصوب نظرة عندما يتسامون عن الرد على المسيئين حيث يغلبون المصالح القومية على المصالح الذاتية، وحيث يدركون أن الأكثر ثقة بالنفس، وقوة في الموقف، وصوابًا في السياسة، وخلوًا من العقد النفسية هو الأعف لسانًا وقلمًا وشاشة، والأحرص على التقريب بين الشعوب، وليس التنفير وبث الكراهيات وخلق الحزازات في تلك المرحلة الدقيقة التي تواجه فيها الأمة مهددات جسيمة من الشرق والغرب. أثناء حرب غزة 2008 /2009 خذل نظام مبارك الغزيين، وصدر البيان الأول للحرب من القاهرة على لسان تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل آنذاك، بينما هبت قطر لنجدة أهل غزة المحاصرين المعتدى عليهم، وساندتهم وحشدت الدعم السياسي والشعبي لهم، وهذا أحرج مبارك لذلك سعى لإفشال عقد قمة طارئة دعت إليها الدوحة، لكن القمة انعقدت وتوسعت لتصبح تجمعًا عربيًا إسلاميًا لإدانة العدوان وتقديم رسالة قوية لإسرائيل بالتوقف فورًا عن الحرب فقام الإعلام الحكومي المصري ومعه الإعلام الخاص العميل لأمن الدولة بشن حملات إساءة لقطر، لكن القطريين لم يردوا وتركوا نظام مبارك وإعلامه يعوي حتى قام مبارك بنفسه بزيارة الدوحة في الربع الأخير من 2010 أي قبل سقوطه بأشهر قليلة مما يعد اعتذارًا عمليًا منه عن كل ما اقترفه نظامه وخدمه من حماقات ضد الدوحة لمصلحة أطراف لا يسعدها الصعود القطري. واليوم هناك جولة عبثية جديدة من الإساءات للشعب الكريم، ويحرك الحملة واحد من أبرز رجال مبارك وكأنه لم يتعظ مما حصل لسيده الذي اكتشف قبل سقوطه أنه كان خاطئًا، وهذا الشخص تحركه أطراف مازالت غير مسرورة بالنجاحات القطرية، وبتعليماتهم تنشط كتائبهم في مصر لشن حملات التشويه لمجرد التشويه والتي تقوم على اختلاق الأكاذيب، وبث الشائعات، ونشر فاحش القول، وهناك مواطنون طيبون لا يدرون من أمرهم شيئًا قد يقعون فريسة لأفكهم، والمؤكد أنه ولا معلومة واحدة مما ينشر ضد قطر صحيحة، ولا أي رأي مما يكتب يكون موضوعيًا، بل كله ضرب من الخيال والهوى والغرض. خالص تقديرنا لقطر التي رغم حملة الكراهية إلا أنها لم تسحب يديها عن مساندة الشعب المصري فتقدم 3 مليارات دولار إضافية ليرتفع حجم المساعدات إلى 8 مليارات، إذن قطر تساند مصر ب 56 مليار جنيه على الأقل، وهو مبلغ ضخم سيستفيد منه من يشتمونها أيضًا، فالمساعدات موجهة للشعب المصري كله وليست لفئة منه، أو لجماعة سياسية، أو دينية. قال الفيسبوكيون لو أن الإهانات المصوبة لقطر كانت لبلد عربي معين لكان هذا البلد قد قام بترحيل نصف الجالية المصرية، واعتقل النصف الآخر في غضون أيام، وهي جالية بالملايين، لكن قطر تزيد من سخائها فتمنح مزيدًا من التأشيرات للمصريين لتكون سببًا في فتح أبواب رزق لأفراد وعائلات، كما تمنح الشركات المصرية أولوية في مشروعاتها لكأس العالم وبدون نظام الكفيل، وتستمر في المعاملة الطيبة للعمالة التي تدعم الاقتصاد القومي بالمليارات سنويًا، وتتعهد بالوفاء بحصص مصر من التصدير للغاز حتى تستفيد مصر من إنتاجها في سد النقص الداخلي. بالله عليكم ماذا يمكن أن نقول نحن المصريين المنصفين للقطرين وهم يفعلون معنا ذلك؟، هل نشكك في نواياهم، أم يجب أن نشكرهم ونحترمهم؟!. نتائج الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء المصري للدوحة والمساندة القطرية الجديدة لمصر والخطاب الرائع الراقي عن مصر من ولي العهد ورئيس الوزراء ألقم أولئك الذين يعوون حجرًا من الخجل فبعضهم صمت، والبعض الآخر بدأ يعود إلى رشده، وهناك فريق صوب موقفه فورًا وأشاد بقطر وبدورها في إنقاذ اقتصاد بلاده، وهذا يثبت حسن سياسة القطريين عندما يتعالون على أي تطاول تاركين الأيام والأفعال تكشف المعدن النفيس من الصفيح. في الأخير لا يسعنا إلا أن نجدد الشكر لقطر ولو كره المغرضون والشتامون. [email protected]