تعد دار بن لقمان من أهم المعالم الأثرية وأقدمها بمدينة المنصورة.. تلك الدار شهدت أسر الملك "لويس التاسع" بعد معركة شرسة فكانت الشاهد على نهاية الحروب الصليبية على الشرق العربى إلا أن هذا التاريخ لم يحميها من الإهمال وتغافلها مسئولو الدولة حتى أصبحت فى طى النسيان. تقع الدار فى منتصف شارع بورسعيد بمدينة المنصورة وكانت الدار قد أقيمت على شاطئ النيل ولكن بمرور الزمن ابتعد النيل عنها حوالى 500 متر. وأكد إسماعيل عبد اللطيف عزى، كبير أمناء الدار، أن الدار مغلقة لدواعٍ أمنية، كتركيب الكاميرات وتأمين المبنى، وأن عودة فتحه مرهونة باستقرار الأوضاع الأمنية، حيث يقع الدار بالقرب من السوق التجارى بالمنصورة وشارع السكة الجديدة، وكثيرًا ما تشهد هذه المنطقة مشاجرات بالأسلحة النارية والبيضاء بين البلطجية وأصحاب المحلات. وأضاف أن الدار كان مزارًا سياحيًا لأعداد كبيرة من المصريين وخاصة الرحلات الطلابية، كما كان يحظى باهتمام العديد من السياح العرب والأجناب خاصة أصحاب الجنسية الفرنسية. يرجع تاريخ البناء إلى ما يربو عن 1100 عام حيث أقيمت مع بدايات إنشاء الكامل محمد بن العادل لمدينة المنصورة عام 975م تقريبًا حيث كانت المدينة عبارة عن جزيرة صغيرة يطلق عليها جزيرة الورد، حيث بدأ العمران بها وأصبحت مُلتقى للتجارة بين الأقاليم وأقيمت الدار على الطراز العربي القديم المكون من السلاملك وهو سكن الرجال والحرملك وهو سكن النساء. كان يجاور هذه الدار عند بنائها مسجد كبير يطلق عليه مسجد "الموافي" نسبة للشيخ الموافى والذى كان يقيم حلقة علم به ودفن به، علمًا بأن الذى بناه هو الملك الكامل مع بداية تكوين المدينة، ولا يزال هذا المسجد موجودًا حتى الآن. وتتكون الدار من طابقين على الطراز الإسلامي، ولكن نظرًا لتهدمهما فقد أعيد بنائهما على هيئه صالة متسعة اتخذت متحف يؤرخ لتاريخ الحملات الصليبية حيث يوجد به صورة ضخمة تمثل معركة المنصورة أمام الصليبين وأيضًا تمثال نصفى لصلاح الدين الأيوبى وكذلك مجموعة من الأسلحة المستخدمة فى هذا العصر من رماح وأسهم وخناجر ودروع ويتوسط القسمين صحن كبير للدار به سلم خشبى يصعد للدور الثانى الذى يتكون من غرفة واحد وهى الغرفة التى أسر بها لويس التاسع وتتكون من أريكة خشبية وخزانة فى الحائط ونافذة مطلة على الخارج وكرسى ضخم، وأهم ما يميز الغرفة هو تمثال بالحجم الطبيعى للملك لويس والأغلال فى يده وخلفه الطواشى صبيح وهو حارس كان يقوم بحراسته.