موضوع قديم جديد لا يكاد تنطفئ جزوته حتى تشتعل فيه النيران من جديد ألا وهو موضوع النائب العام السابق، وقد ذهب بما له وما عليه وجاء نائب عام جديد محترم ألا وهو المستشار الجليل طلعت عبد الله، وقبل أن يجلس الرجل على كرسيه ويمارس عمله إلا وقامت الدنيا، ولم تقعد وفي كل مرة ينجر القضاة إلى شراك الإعلام وفخاخ المرتزقة من الإعلاميين وكأن القضاة في كل مرة لا يريدون أن يأخذوا عبرًا وعظات من الماضي أو الحاضر وأخشى ألا يفعلوا ذلك في المستقبل، ومن ثم سمح عدد قليل منهم لأنفسهم أولًا بالدخول في العمل السياسي وثانيًا بوقوف البعض منهم مع طرف سياسي جامح ويريد مقاسمة السلطة أو الانقضاض عليها وبالتالي تجرأ البعض ممن يظهرون يوميًا في القنوات الفضائية، مما جعل الناس تتساءل عن بعض الأحكام وإن بها بعض الهوى وإن كنت أستبعد ذلك هذا الجدل والخلاف بينهم جعل بعض الناس تتطاول عليهم أحيانًا وتنتقد أحكامهم على الفضائيات أحيانًا أخرى ويتم استدعاء مستشارين ما بين مؤيد ومعارض ويبدأ الطرفان في التعليق على الأحكام ومن ثم انتشرت حمى الفقهاء الدستوريين وضاع الشعب بين السفسطة والتفسيرات المغرضة للقوانين التي من المفروض أنها مستقرة منذ سنوات طويلة، ولكنها المكايدة السياسية والعداء المستحكم وديكتاتورية الأقلية التي تريد هدم الدولة ومن ثم وقعت منظومة القضاء في فخ المهاترات السياسية بين مغرض وبين صاحب مصلحة الأمر الذي حدا بأحد المحامين الذي كان يومًا ما ثائرًا ودافع عن الثوار وأضحى اليوم مؤيدًا للنائب العام السابق ويطالب بعودته ودخل في سجال مع وزير العدل الذي كنت أربأ به عن الاتصال بالقنوات الفضائية والتحدث عن الحكم أصلًا، مما حدا بالمحامي أن يقول لوزير العدل إذا كان هذا رأيك يا سيادة الوزير فما بال الشعب الغلبان، وأنا هنا أتوجه للمستشار الفاضل وزير العدل الذي أحترمه وأحبه رغم أنني لم أره في حياتي إلا على الشاشات التلفزيونية وأذكره بأن ما قلته لا يصح أن يقال على الملأ ولكنه يقال بينك وبين رئيسك في العمل الذي انتقدته على الملأ يا سيدي أنت الآن جزء من النظام ومنوط بتحقيق العدل للجميع في هذا البلد وليس التحدث للفضائيات فيما لا طائل من ورائه يا سيدي إلا البلبلة، يجب عليكم تحقيق العدل وتصحيح المنظومة القضائية وألا تنحاز للفئة التي أنت منها يا سيدي حتى يبارك الله عملكم ولو كل شخص شريف مثلكم تخلى عن موقعه ستسقط هذه البلد في يد من لا يرحمنا جميعًا، وقد جربنا ذلك 60 سنة أظنها كافية كان يستبعد فيها الكفاء والشرفاء بفعل فاعل. وأنا هنا أنتهز الفرصة وأقول للأستاذ المحامي إن الشعب الغلبان الذي لا يحق لك الحديث باسمه لا يعيركم ولا يعير مهاتراتكم على الفضائحيات للتسلية والدردشة كي تقرفونا بطلعتكم البهية كل يوم أي اهتمام وليس لديه الوقت لضياعه في الفرجة عليكم مللناكم والقنوات التي تظهرون عليها أغلقناها ولم نعد نشاهدها واعتبرناها مثل القنوات التي تنشر الرزيلة نخاف على أهلنا وأولادنا من مشاهدتها، وأود أن أؤكد لك بأن ما استرعى انتباهي لهذه القناة التي لم أشاهدها هي وأخواتها منذ أكثر من عام سوى أنني كنت أبحث عن خبر أو تقرير عن فوز شباب مصر ببطولة إفريقيا ووصولهم إلى كأس العالم والذي لو حدث في السابق لكان عيدًا لكم بأمر الفرعون ووقتها كان سيكون منتخب مصر كويس زي ما قال الريس، وكل ما قيل عن المدرب العظيم ربيع ياسين الذي كنا نشاهده مدافعًا صلدًا في صبانا سوى أنه ينتمي إلى الإخوان المسلمين وكأن العار لحق به إن صح ذلك، ولكن هيهات أن تتحدثوا عن أي إنجاز لأحد في هذا البلد وكيف ذلك وأنتم هدفكم الوحيد وشغلكم الشاغل هو هدم الدولة وتسويف أي إنجاز لأي أحد فيها حتى ولو كان منتميًا للشيطان. نعود للحديث عن القضاء واللغط الدائر منذ الثورة حتى اليوم ولم ولن ينتهي في المنظور القريب وقد يحدث ما قد يندم عليه الجميع بعد ذلك نتيجة للتصرفات غير المنضبطة من البعض من كلا الطرفين مما جعل الناس تتساءل في أي طرف يقف السادة القضاة هل هم مع الشرعية أم مع النظام السابق في الحقيقة أن غالبية القضاة مع الشرعية الدستورية والقانونية التي يستمدون وجودهم منها، والتي هي سر سلطتهم وقوتهم وإلا عدنا إلى العصور السابقة ونجعلها مجالس عرفية يكون لأهل الحل والعقد فيها سلطة حل المشاكل والحكم بين الناس، لأنه لا يصح للقاضي أن يحكم بالهوى ولكنه يحكم بأوراق وأدلة وقرائن تستقر في يقينه، لأنه لا معقب لحكمه ولا راد لحكمه عندما يصبح باتا ونهائيًا وحسابه على الله الذي لا يغفل ولا ينام وبالتالي هم يحكمون وهم منزهون عن الهوى وإلا لما استشعر البعض منهم الحرج في بعض القضايا ويحمد لهم ذلك أما أن يسيء قلة أو نفر قليل جدًا منهم أو يخطئ في بعض أحكامه أظنها تكون أحيانًا عن غير قصد أو اختلاف في تفسير النصوص القانونية فهذا مرده إلى محاكم الاستئناف ومحكمة النقض والإدارية العليا ومجلس الدولة، ويجب ألا يخرج الأمر عن ذلك ويلوك مدعي الإعلام صراخًا وعويلًا وضيوفهم في الأحكام على الهوى فهذا يضعف من هيبة القضاة ويفقدهم المصداقية التي يتمتعون بها. لذلك يا قضاة مصر الشرفاء أنتم رمانة الميزان في هذا البلد وإذا اختل ميزان العدالة في أيدى البعض فتأثيره سيكون سيئًا ليس فقط على القضاة وحدهم ولكن على الشعب كله ومن ثم الوطن كله هو الخاسر، لذلك أهيب بكم ألا تسمحوا لأحد من خارج البيت القضائي بالتدخل في شئونكم وحضور مؤتمراتكم وكونوا مخلصين لهذا الوطن كما عهدناكم، لأن البعض يريد الوقيعة بينكم وبين الشعب من جهة وبين النظام الشرعي القائم من جهة أخرى، لا تعطوا الفرصة لأحد أن يدعي البطولة على محراب العدالة ولا مدعي الفقه الدستوري أن يتفلسفوا ويفسروا القوانين كل على هواه ولغرض في نفسه والله تابعت غالبيتهم في الأزمة السابقة ما اقتنعت بتفسير أحد منهم سواء كانوا أساتذة دستور أو محامين كبار أو مستشارين إلا عدد قليل جدًا ممن كانوا يفسرون القانون دون تجرد أو هوى وهؤلاء بعيدون عن كل الأطراف، هدى الله الجميع ووفقنا جميعًا لخير هذا البلد. [email protected]