تجمع آلاف المتظاهرين أمام النائب العام ومحاولة لاقتحام محكمة النقض.. والأمن يطلق الغاز والخرطوش لتفريق المتظاهرين.. والمدرعات تلاحق الثوار حتى ميدان رمسيس.. و"6 إبريل" تعلن الاعتصام أمام النائب العام.. ومحامون يعتصمون داخل تنديدًا بالداخلية.. ومجهولون يهاجمونهم بالمولوتوف رصدت "المصريون" ليلة الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن مساء السبت فى "يوم الغضب"، الذى أعلنت عنه حركة 6 إبريل إحياءً لذكرى تأسيسها الخامسة، مشاركة الآلاف من أبناء القوى الثورية أمام دار القضاء العالي. وطالب المتظاهرون بإسقاط شرعية الرئيس محمد مرسى لعدم تحقيقه أهداف الثورة، وإقالة النائب العام الذي وصفوه بأنه غير شرعي، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية التى لم يتغير أسلوبها عن نظام مبارك، والإفراج عن المعتقلين والقصاص العادل للشهداء. وصلت 4 مسيرات انطلقت من أماكن متفرقة إلى محيط دار القضاء العالي، مرددة هتافات مناهضة للنظام والنائب العام مثل: "مش هنمشى هو يمشى" و"ارحل يا مرسى ارحل يا مرسى" و"الشعب يريد إسقاط النظام".."يا بلدي ثوري ثورى الإخوان سرقوا دستوري".. و"اضرب نار اضرب حى وانت يامرسى دورك جاى" و"دب برجلك طلع نار دي الثورة ودول ثوار" و"احلق دقنك بين عارك يطلع وشك وش مبارك".. "يسقط يسقط حكم المرشد". وخلال سخونة الهتافات حاول بعض المتظاهرين اقتحام بوابة محكمة النقض المؤدية إلى مكتب النائب العام، فيما آخرون بالطرق على البوابة بشدة، في ظل تمترس قوات الأمن خلف الأبواب، والتي ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم، ما تسبب في سقوط العشرات ما بين حالات إغماءات واختناقات، وعززت القوات المتواجدة أمام البوابة من تواجدها وعمل كردونات وحواجز أمنية. ودفعت قوات الأمن ب"6" سيارات مصفحة والعشرات من قواتها لملاحقة المتظاهرين، وكثفت من إطلاق القنابل المسيلة للدموع وأعيرة الخرطوش، والتي وصلت قرب ميدان رمسيس وعبد المنعم رياض. وأصيب عشرات المتظاهرين بطلقات الخرطوش أثناء مطاردة الأمن لهم في الشوارع الجانبية، وسط حالة من الكر والفر بين الطرفين، وصلت إلى ميدان رمسيس وكوبري أكتوبر، وسط حالة من الشلل المروري أعلى الكوبري. فيما استغل البعض حالة الانفلات والعنف فى السير عكس الاتجاه، وركن السيارات بعرض الكوبري، مما تسبب فى اختناق مرورى عند مطلع الكوبري عند ميدان عبد المنعم رياض وفى الاتجاه القادم من اتجاه مدينة نصر، فيما تزايدت حدة الأزمة المرورية وأصاب منطقة وسط البلد حالة من الشلل التام بعد إغلاق شوارع 26 يوليو ورمسيس وتزاحم المتظاهرون فى شارع عبد الخالق ثروت. وكثف المتظاهرون من إطلاق زجاجات المولوتوف ناحية قوات الأمن، أدت إلى اشتعال النيران فى أحد الأشجار الموازية لمبنى مصلحة الشهر العقار، وردت قوات الأمن بإطلاق العديد من القنابل الغاز لإبعادهم عن محيط دار القضاء. وتواجد بعض سكان المنطقة فى بعض الشوارع الجانبية، فيما يشبه اللجان الشعبية دون الاحتكاك بالمارة، بالإضافة إلى تشكيل لجان شعبية على جميع المحلات والمنازل لتأمينه، في الوقت الذي أضرم فيه بعض المتظاهرين النيران فى إطارات السيارات في منتصف شارع رمسيس وأقاموا الحواجز الحديدية منعًا لتقدم قوات الأمن ناحيتهم. وفى الساعات الأولى من صباح الأحد، أعلن أحمد ماهر المنسق العام لحركة 6 إبريل دخول العشرات من أعضاء الحركة في اعتصام مفتوح في محيط دار القضاء العالي؛ لحين تحقيق مطالبهم المتمثلة في التحقيق في أعمال العنف ضد مظاهراتهم السلمية التي دعت إليها الحركة ضمن فعاليات "يوم الغضب"، متهمًا الأمن بأنه بدأ بالعنف، مشددًا على أن مطالب الحركة تتمثل في إقالة النائب العام وتعيين نائب عام جديد وتشكيل حكومة جديدة لإنقاذ مصر من الانهيار السياسي والاقتصادي الذي تعاني منه البلاد. فيما قام مجهولون بإلقاء زجاجات المولوتوف على مبنى نقابة المحامين من شارع شامبليون، مما أدى لاشتعال النيران فى أشجار حديقة النقابة، ولكن تمت السيطرة عليها وقاموا بملاحقة المجهولين حتى شارع 26 يوليو. وقام المتظاهرون بتوحيد صفوفهم مرة أخرى، وقذفوا قوات الأمن بالحجارة وعدد من زجاجات المولوتوف، ما دفعها لملاحقة المتظاهرين وسط إطلاق الغازات، ما جعلهم يتراجعون مرة أخرى إلى ميدان رمسيس. وتواصلت عمليات الكر والفر بالشوارع المحيطة بدار القضاء العالي، بين المتظاهرين وقوات الأمن، بعد المطاردات التي وقعت من قبل مصفحات الأمن المركزي وإطلاق كميات كثيرة من الغازات، فى حين فشلت سيارات الإسعاف في الوصول إلى الشوارع الجانبية التي سقط بها المتظاهرون عقب إصابتهم بحالات اختناق. وقامت قوات الأمن باقتحام مبنى نقابة المحامين، أثناء معالجة بعض المصابين داخل النقابة في المستشفى الميدانى بداخلها، وأطلقت قنابل الغاز والخرطوش على المتواجدين بالمكان، وتصدى لهم بعض المحامين وطالبوهم بالخروج من المبنى، وهو ما دفع بعض المحامين إلى إعلان الاعتصام المفتوح داخل النقابة، للمطالبة بمحاكمة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بتهمة اقتحام النقابة والتعدي على المصابين، معلنين أنهم سيتقدمون ببلاغات ضد كل من الرئيس محمد مرسى ووزير الداخلية. وفى حوالى الساعة الثالثة ونصف، توقفت حدة الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، بعد انخفاض عدد المتظاهرين، فى ظل انتشار قوات الأمن من ناحية ميدان رمسيس وعبد المنعم رياض لتفريق المتظاهرين بإلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع. وبعد أذان الفجر، تراجعت قوات الأمن إلى محيط دار القضاء وتوقفت الاشتباكات، فيما افترش عدد من الشباب صغار السن أرض الشارع، وأشعلوا النيران فى الأخشاب للتدفئة، وعادت حركة المرور مرة أخرى ناحية ميدان رمسيس وشارع 26 يوليو، وقام عمال النظافة التابعون لمحافظة القاهرة بتنظيف الشارع من المخلفات الناتجة عن الاشتباكات.