إصابة 14 جنديًا وضابطين وسقوط 4 قتلى وعشرات المصابين بعد 6 ساعات من تبادل إطلاق النار.. واشتعال النار بأحد خطوط الغاز بفندق شبرد.. والشرطة تسحل متظاهرًا وتجرده من ملابسه شهد محيط كورنيش النيل وميدان سيمون بوليفار ليلة دامية أمس بعد تواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن المركزى والمتظاهرين، حيث شهدت المنطقة حالات من الكر والفر بين الطرفين، وسط تبادل الخرطوش وزجاجات المولوتوف والحجارة. وفى الوقت ذاته، استمرت الاشتباكات أعلى كوبرى قصر النيل من مدخل ميدان التحرير أمام جامعة الدول العربية، حيث تصاعدت مساء أمس السبت وتيرة الاشتباكات بين عدد من المتظاهرين وقوات الأمن بكورنيش النيل فى الجهة المقابلة لفندق شبرد. بدأ تصاعد الأمور بعد قيام عدد من المتظاهرين بالهجوم بقنابل المولوتوف والحجارة على قوات الأمن المتمركزة فى محيط السفارة الأمريكية، وذلك فى محاولة لتفريق الأمن تمهيدًا للوصول لمجلس الشورى واقتحامه، وهو الأمر الذى اضطر قوات الأمن للرد عليهم بطلقات الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع، مما أدى إلى تصاعد الدخان بشكل غير مسبوق فى المنطقة. فيما تزايدت حدة الاشتباكات بين قوات الأمن المركزى ومئات المتظاهرين أعلى كورنيش النيل بعد أن قام المتظاهرون بإشعال النيران الكثيفة أمام فندق سميراميس وتصاعد الأدخنة التى غطت الفندق، مما دفع قوات الأمن إلى إطلاق وابل من القنابل المسيلة للدموع لمحاولة تفريقهم والسيطرة على الفندق خوفا من امتداد النيران إليه، فيما استمرت حالة الكر والفر على الكورنيش ومحيط الفندق بين الأمن والمتظاهرين، بينما رابط عدد من المتظاهرين على طريق الكورنيش خلف الحواجز الحديدية لمنع وصول قوات الأمن إليهم وقاموا بإطلاق العديد من الشماريخ والألعاب النارية فى اتجاه قوات الأمن، مرددين هتافات: "الشعب يريد إسقاط النظام". وعلى الجانب الآخر، وقعت اشتباكات عنيفة أمام مبنى وزارة الداخلية بشارع محمد محمود، بين المتظاهرين وقوات الأمن المكلفة بتأمين الوزارة، استمرت أكثر من 6 ساعات، مما أدى إلى إصابة العشرات بطلقات خرطوش وحالات اختناقات وإغماءات نتيجة لإطلاق قوات الشرطة للغاز المسيل للدموع على المتظاهرين لإبعادهم عن محيط الوزارة، وسط تزايد أعداد المتظاهرين، الذين قاموا بإطلاق قنابل المولوتوف على رجال الشرطة، مما أدى إلى إصابة العديد من أفراد وجنود الشرطة بلغ عددهم 14 فرد أمن وضابطين بطلقات خرطوش، وقد تم نقلهم إلى مستشفى الشرطة فى العجوزة. كما أسفرت الاشتباكات عن سقوط 4 حالات وفاة، بعد تعرضهم لإصابات بطلقات نارية فى الرأس والظهر وجانبه الأيمن، وتم نقلهم إلى مشرحة زينهم بواسطة عربات الإسعاف. وفى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، نشب حريق فى محيط فندق شبرد، نتيجة لانفجار إحدى مواسير الغاز المتواجدة بالفندق، بعد رشقها بالمولوتوف والحجارة، من قبل المتظاهرين المتواجدين فى اشتباكات كوبرى قصر النيل، وهو الأمر الذى أدى إلى تراجع المتظاهرين المتواجدين أمام فندق سميراميس، إلى أعلى كوبرى قصر النيل، تخوفا من زيادة اشتعال النيران بعد انفجار أنبوبة الغاز الطبيعى داخل الفندق. ونتيجة لتزايد حدة الاشتباكات، اشتعلت النيران فى أحد المبانى بميدان سيمون بوليفار، جراء الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وتحطم السياج الحديدى المحيط بالمبنى، وسط إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لإبعاد المتظاهرين. كما تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على أحد المتظاهرين أثناء مطاردتهم أعلى كوبرى قصر النيل، وقامت قوات الأمن بتجريده من ملابسه والاعتداء عليه بوحشية وقامت بسحله بطريقة أشبه بمشهد حمادة صابر. كما تزايدت حدة الاشتباكات مرة أخرى فى شارع سيمون بوليفار، بين المتظاهرين وقوات الأمن المتواجدة بداخل مدرسة قصر الدوبارة، مما أدى إلى اشتعال أجزاء منها، وكثفت قوات الأمن من إطلاق الغاز المسيلة للدموع، حتى وصلت إلى وسط ميدان التحرير. ومن جانبه، أكد الدكتور محمد نبيل أحد الأطباء المتواجدين بالمستشفى الميدانى، أن المستشفى الميدانى تلقى العديد من الحالات ما بين إغماءات وإصابات بطلقات الخرطوش وعشرات الإصابات بجروح قطعية بأماكن مختلفة وتهتك فى الرأس نتيجة إلقاء الحجارة. ومع أذان الفجر، توقفت قوات الأمن من إطلاق القنابل المسيلة للدموع، وسط انخفاض حدة الاشتباكات بين المتظاهرين، وتراجعت إلى محيط السفارة الأمريكية. ومع شروق الشمس، انخفضت أعداد المتظاهرين داخل الميدان، وسادت حالة من الهدوء الحذر بعد أن انصرف المتظاهرون إلى خيامهم. وفى ميدان التحرير، أعلنت المنصة الرئيسية انضمام حزب الدستور إلى القوى السياسية المعتصمة بالميدان، احتجاجا على الممارسات القمعية لنظام الرئيس مرسي، بالإضافة إلى دخول كل من الجبهة الوطنية للتغيير، وتحالف القوى الثورية فى اعتصام مفتوح بالميدان. كما طالبت المنصة جميع المتظاهرين، بالرجوع إلى قلب الميدان وعدم التمركز فى الشوارع الجانبية، محذرا من الاعتداء على أصحاب المحلات المتواجدة بالقرب من ميدان التحرير وشارع طلعت حرب. كما نظم العشرات من المتظاهرين وبعض أفراد الألتراس، مسيرة انطلقت من ميدان التحرير إلى وزارة الداخلية باتجاه شارع محمد محمود، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس محمد مرسى والقصاص لكل شهداء الثورة، وردد المتظاهرون هتافات: "حرية وعدالة إخوان مفيهاش رجالة"، و"يسقط يسقط حكم المرشد"، و"اللى فاكر نفسه كبير لسه الثورة فى التحرير".