أدانت الرئاسة المصرية ومؤسسة الأزهر، في بيانين منفصلين مساء اليوم السبت، أحداث الاشتباكات الطائفية التي شهدتها إحدى مدن محافظة القليوبية (شمال القاهرة) أمس الجمعة وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص، فيما اعتبرها الأزهر "أحداثا فردية وغريبة على طبيعة المجتمع المصري". وفيما أعربت الرئاسة في بيانها عن إدانتها للأحداث التي وقعت بمدينة الخصوص في محافظة القليوبية، أكدت تصديها بكل حزم لمحاولات إشعال الفتنة الطائفية وعبرت عن مواساتها لأسر الضحايا. وقالت الرئاسة المصرية أنها "إذ تُعرب عن خالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا والمصابين، فإنها تُؤكد على رفضها التام لأي عمل يستهدفُ وحدة وتماسك المُجتمع المصري، وعلى التصدي بكل حزم لمحاولات إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء شعب مصر مسلمين ومسيحيين". وناشدت الرئاسة "جميع المُواطنين احترام القانون، والابتعاد عن أي أعمال تمس أمن واستقرار البلاد، وعدم الالتفات للإشاعات المغرضة"، مؤكدة أنها "تتابع التحقيقات التي تباشرها النيابة العامة للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء اندلاع هذه الأحداث". أما الأزهر فحذر من خطورة تكرار الأحداث الطائفية في مصر وأكد في بيانه أن "المصريين لا ينبغي أن تراق قطرة دم واحدة منهم بسبب أحداث طائفية". وأوضح بيان الأزهر أنه "تم تشكيل لجنة للوقوف على ملابسات الأحداث في الخصوص وتم إيفاد ممثلين عن بيت العائلة المصرية (مؤسسة تضم ممثلين عن الأزهر والكنيسة القبطية المصرية) للذهاب إلى مكان الحادث لفهم حقيقة ما جرى، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تفاقم الوضع، حفاظا على قدسية النسيج الوطنيّ، الذي يتميز به الشعب المصري مسلموه ومسيحيوه عبر العصور والأزمان". وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب في تصريحات خاصة لمراسل الأناضول إن "الأزهر يدعو العقلاء من أبناء الأمة المصرية الواحدة أن يتمسكوا بوحدتهم الوطنية وأخوتهم المصرية وأن يحبطوا الخطط التي تتربص بوحدة المسلمين والأقباط وتحاول زرع الفتن بين أبناء الشعب الواحد، خدمة لمخططات أعداء مصر والمصريين في الداخل والخارج". من جانبه عقد محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار لقاءات مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ظهر اليوم، كما عقد لقاء مع راعي كنيسة ماري جرجس بالخصوص لاحتواء الأزمة . واندلعت مساء أمس الجمعة اشتباكات بالأسلحة النارية بين عائلة مسلمة وأخرى مسيحية في مدينة الخصوص، التابعة لمحافظة القليوبية بدلتا نيل مصر، أسفرت عن مقتل مسلم و4 أقباط وإصابة 4 آخرين بينهم قبطي واحد. وقالت مصادر أمنية إن شجارًا وقع بين مواطن مسلم وآخر مسيحي إثر قيام الأخير بكتابة عبارات مسيئة للمسلمين على حائط معهد ديني (مدرسة تابعة للأزهر) في مدينة الخصوص، وتطور الأمر إلى اشتباك بالأسلحة النارية بين عائلتي المواطنين. ويسود الود العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر بصفة عامة، لكن تطرأ بين الحين والآخر بعض الخلافات والنزاعات لعدة أسباب أبرزها: نزاع على ملكية أراضٍ أو بناء وتوسعة كنائس، أو قصص زواج بين طرفين مسلم ومسيحي.