أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أمس، أن إسرائيل وحركة "حماس" أوشكتا على إبرام صفقة تبادل الأسرى التي سيتم بموجبها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة منذ يونيو 2006 مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية، مشيرة إلى أن هناك اتفاقا على قرب تنفيذ الاتفاق وسط تكتم رسمي إسرائيلي. غير أن مصادر مطلعة على المفاوضات استبعدت التوصل لاتفاق وشيك، بسبب تمسك إسرائيل برفضها الإفراج عن سبعة من القيادات الفلسطينية بالسجون الإسرائيلية، من بينهم القياديان البارزان مروان البرغوثي أمين سر حركة "فتح" بالضفة الغربية والأمين العام ل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أحمد سعدات، وعدد من قيادات "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل "حماس"، ومن بينهم إبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وعباس السيدات والسيد وجمال أبو الهيجا وحسن سلامة. وكشفت المصادر أن القيادي البارز بحركة "حماس" الدكتور محمود الزهار من المقرر أن يصل خلال الساعات القادمة إلى دمشق لدراسة الرد الإسرائيلي على مقترحات الحركة بشأن الأسري، في الوقت الذي خرجت فيه إشارات متشائمة من مقربين من الحركة حول الردود الإسرائيلية تؤكد تمسك "حماس" بضرورة الإفراج عن القيادات السبع البارزين الذين رفضت إسرائيل إطلاقهم ضمن الصفقة وأكد إبراهيم الدراوي الخبير في الشأن الفلسطيني أن الحديث عن قرب تنفيذ الصفقة لا يزال سابقا لأوانه، مشيرا إلى أنها تواجه مخاضا صعبا بعد رفض إسرائيل إطلاق عدد من القيادات الفلسطينية البارزة ورفض "حماس" إجراء أي تعديل علي قوائم الأسرى التي تطالب بالإفراج عنهم. على الجانب الإسرائيلي، أبدت المصادر الإسرائيلية تفاؤلها بقرب الإعلان عن اتفاق تبادل الأسرى وأنه دخل مراحله الأخيرة، فبحسب صحيفة "معاريف"، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتزم الإفراج عن أسرى الضفة الغربية الذين تطالب بهم "حماس" لكن بشرط نفي "120 سجينا خطرا" من بينهم إلى غزة. وأضافت أن إسرائيل تقترح الإفراج عن 450 أسيرا فلسطينيا من بين ما تسميهم "حماس" ب "أسرى المؤبدات" وذلك في المرحلة الأولى من عملية التبادل، على أن يتم في المرحلة الثانية الإفراج عن 550 سجينا آخر تحدد إسرائيل هوياتهم كبادرة حسن النية تجاه الرئيس حسني مبارك ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وكانت "حماس" تسلمت الأربعاء عبر الوسيط الألماني المقترح الإسرائيلي بشأن الصفقة المزمعة، وصرح مصدر مسئول بالحركة أن "حماس ستدرس هذا الرد في أوساطها القيادية المختلفة وحين بلورة موقفها سيتم تسليمه إلى الوسيط الألماني". بدوره، قال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة لوكالة "فرانس برس" إن "حركة حماس تدرس في كل مواقعها هذا الاقتراح وعندما يكون هناك رد ستتصل بالوسيط". وأضاف أن "الوفد الألماني غادر غزة" بعد تسليمه المقترح لقيادة "حماس"، وأكد "نحن في الحكومة ندعم موقف الفصائل الفلسطينية فيما يتعلق بمطالبها العادلة تجاه الأسرى". من جانبها، كشفت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل تطالب بترحيل 130 أسيرا فلسطينيا شاركوا في تنفيذ عمليات ضد إسرائيل إلى قطاع غزة أو دول عربية أو أوروبية، ناقلة عن مصادر إسرائيلية توقعاتها بأن يجتمع قادة "حماس" خلال الأيام القادمة لمناقشة الموضوع. بدورها، رجحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن يتم إنهاء الصفقة في أقل من عشرة أيام، موضحة أن قادة "حماس" سيجرون مشاورات في دمشق للتناقش حولها، مشيرة في المقابل إلى أن الحكومة الإسرائيلية ناقشت خلال جلستها الوزارية قائمة الأسرى المقدمة من "حماس" وتتضمن 170 اسما ووافقت على إطلاق سراح 120 منهم. ونقلت الصحيفة عن ياسر رضا السفير المصري بإسرائيل قوله، إن هناك تقدما وتطورا ملحوظا في صفقة شاليط، لكنه أكد ضرورة الحفاظ على السرية التامة للصفقة. وأضاف قائلا: هذه مسألة حساسة جدا ولا نريد التحدث عن الأمر، في هذه الفترة الزمنية، هناك تطور ملحوظ في الصفقة لكن من الأفضل إبقاء الاتصالات والمفاوضات في الظل وإن شاء الله سنرى شاليط بين عائلته قريبا.