السادات: أدعو الداخلية للقيام بدورها.. وعاشور: مجرد زيارات لمواطن القوة فى مصر أثار استقبال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع للوفود الرسمية الآتية من الدول الخارجية وسفراء ووزراء الدول، استياءَ كثيرٍ من المراقبين والسياسيين، مؤكدين أن المرشد ليست له صفة رسمية؛ حتى يستقبل الوفود الخارجية، فى حين أبدى البعض الآخر تفهمه لهذا الأمر، حيث تبحث الدول الخارجية عن مواطن القوة فى مصر للتحاور معها وتستطلع على وجهات نظرها . ودعا محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية المصرى، وزارة الخارجية المصرية، للقيام بدورها وسد العجز الواضح، والذى جعل من جماعة الإخوان المسلمين بديلاً للدور الرسمى. وقال السادات: "لابد أن يعى وزير الخارجية أنَّ كل تقصير له فى العلاقات الخارجية وفى استقبال السفراء الخارجيين والوفود الخارجية يجعل من جماعة الإخوان البديل لهذا الفراغ، حيث يقوم مرشد الإخوان باستقبال الوفود الرسمية وسفراء الدول العربية والغربية. وأكد أن دور مرشد الإخوان المسلمين فى استقبال الوفود الخارجية لابد أن ينتهى، فكيف لجماعة غير مقنن وضعها فلا هى حزب سياسى ولا هى جمعية خيرية، فكيف له أن يستقبل ممثلى الدول، مشيرًا إلى أن الجماعة تحل محل الدولة فى غياب واضح لدور مؤسسات الحكم فى مصر . متسائلا: أى صفة يقوم مرشد الإخوان باستقبال السفراء والوزراء والوفود الخارجية، وفى أى شيء يتحدثون ويبرمون الاتفاقيات ويأخذون الوعود من المرشد فهل هو المتحدث باسم مصر؟. وأكد السادات أن هناك مخططًا إخوانيًا واضحًا للسيطرة على كل مؤسسات الدولة المصرية، حيث يحل المرشد محل الرئيس ويقوم السيد عصام الحداد محل وزير الخارجية فهو الشخص الفاعل بقوة فى تحديد السياسات الخارجية لمصر . وقال مصطفى عاشور، الباحث السياسي، إن الزيارات التى تقوم بها وفود الدول الرسمية إلى مقر مكتب الإرشاد لا تعطى أى دلائل على سيطرة مكتب الإرشاد على مؤسسة الرئاسة، وإنما هى مجرد زيارات لمواطن القوة فى مصر. وقال عاشور إن هناك زيارات أخرى تقوم بها نفس هذه الوفود لقوى المعارضة، فهى لا تهتم بوضع مرشد الإخوان الرسمى قدر اهتمامهم بقوته وتأثيره، مشيرًا إلى أنه لا يصح أن يوجد استثناء فى هذا الأمر. وأكد عاشور أن تقاليد الدولة المصرية لا يصح معها الحديث عن سيطرة فصيل على رئاسة مصر أو أن تقوم هى بالحكم من خلف رئيس الدولة، مشيرًا إلى أن هناك بالفعل تنسيقات مباشرة تجرى بين رئيس الدولة وبين جماعة الإخوان باعتبار أنه كان عضوًا بمكتب الإرشاد. وقال عاشور إن أمريكا تبحث عن الطرف الفاعل فى الوضع المصرى وتتباحث معه بعيدًا عن فكرة قانونية ذلك أو تقنين وضع الجهة الفاعلة فهى أمور لا تهمها، مشيرًا إلى أن الإخوان لابد أن يبحثوا عن وضع قانونى يضمهم حتى يتجنبوا مثل هذه الاتهامات الدائمة، قائلا: "هناك قوتان لمصر لابد أن تستغلهما جيدًا، أولهما هى قوة النظام الرسمى فى التواصل مع الدول والأنظمة العربية و الإسلامية، وثانيهما هى قوة جماعة بحجم الإخوان المسلمين فى تحريكها لعدد هائل من الحركات الإسلامية على مستوى العالم فانتشارها الفاعل فى 70 دولة من دول العالم لابد أن تستغله مصر لصالحها، مشددًا على أنه ضد الدعوات التى تنادى بتفكيك قوة الإخوان المسلمين وحلها، فهى قوة ناعمة ومؤثرة .