"دمث الخلق، هادئ الطباع، وسطى التفكير، هكذا كان رد جميع من وصفوا الدكتور محمد يسرى سلامة رحمه الله، الذى توفى فى الساعات الأولى من صباح الأحد تاركًا إرثًا من الاحترام والأخلاق والتدين على جبين كل مَن عرفوه من التقوا به، ومن لم يلتق ليودع عالمه السياسى المختلط بمزيد من الاختلافات الفكرية والسياسية بين العديد فى أروقة السياسة لكنه بالنهاية ترك بصمة للجميع سواء علمانيًا أو إسلاميًا أو يساريًا تتحدث عنه فى أوقات الخلاف لتقول هكذا كان "محمد يسرى سلامة". المتحدث الرسمى السابق باسم حزب النور، عضو الهيئة العليا بحزب الدستور، كانت آخر تدوينة كتبها على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" يوم 16 مارس قال فيها: "إن كان حظى فى الحياة قليلها.. فالصبر يا مولاى فيه رضاكَ" ليختتم بها قصيدة العمر من التأمل الفكرى والسياسى، بدأ منذ أن بدأ انتماؤه لحزب النور وانتهى بوفاته تحت مظلة حزب الدستور. عرف عن يسرى سلامة أن زهده عن السياسة قبل الثورة؛ ولكن غلبة الانتماء الدينى والتزامه الأخلاقى جعلته شاهدًا على معاناة عدد كبير من أنصار التيار السلفى والإخوانى فى الإسكندرية من ممارسات النظام السابق، فتحولت عنده الرغبة فى التغيير إلى دافع كبير لترك أهله بالإسكندرية للمشاركة فى ثورة ال25 من يناير والاعتصام بميدان التحرير لينطلق منه إلى عالم السياسة. ابن الدعوة السلفية ترك حزب النور، الذى كان أحد المتحدثين باسمه، وانتقل ليكون بين مؤسسى حزب الدستور، بعد خلاف على بعض قرارات حزب النور". محمد يسرى سلامة "ابن فى الإسكندرية الذى وافته المنية يوم "الأحد" عن عمر يناهز 39 عامًا، ولد فى الأول من شهر أكتوبر عام 1974م، ولم يمنعه تخصصه فى طب الأسنان من حب التراث العربى والعمل كباحث ومترجم فى مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، وله عدد من المؤلفات والكتب إسلامية. والده الدكتور يسرى سلامة، الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية والإمام محمد بن سعود، ووالدته الشاعرة عزيزة عبد الوهاب كاطو، وتتلمذ محمد يسرى سلامة على يد عدد من مشايخ الدعوة السلفية بالإسكندرية أبرزهم الدكتور محمد إسماعيل المقدم. وشغل سلامة منصب المتحدث الرسمى باسم حزب النور السلفى، وجاءت استقالة سلامة من حزب النور على خلفية خلاف سياسى بينه وبين الحزب، مفاجأة للكثيرين إلا أن المفاجأة التى لم يتوقعها الكثيرون أن يؤسس مع آخرين حزب الدستور الذى تشكل حديثًا، خاصة أنه حزب ليبرالى وسطى أسسه بمشاركة الدكتور محمد البرادعى وهو ما واجهه التيار الإسلامى بحملة هجوم قاسية. ويقول عصام زهران، عضو حزب النور بالإسكندرية وأحد الأشخاص ذو الصلة ب"سلامة" إن محمد يسرى سلامة عرف بدماثة خلقه وهدوئه وكانت تجمعه بقيادات حزب النور علاقات طيبة بالرغم من اختلافه السياسى وانتمائه مؤخرًا لحزب الدستور، مبينا أن الشخصيات التى كانت الأقرب إليه من الدعوة السلفية وحزب النور الدكتور سعيد عبد الخالق مؤسس الدعوة السلفية والدكتور أحمد خليل رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور، الذى نعاه متأثرًا بوفاته، مؤكدا أن وفاته جاءت صدمة لنا جميعًا فى الإسكندرية وسائر المحافظات لجميع من عرفوه وتقربوا منه وشعروا بنقائه وخلقه وطيبة قلبه.