جاءت ثورة 25 يناير لتكتب شهادة وفاة دولة الظلم والفساد والإستبداد , منهية عصورا من التبعية و الجهل والتخلف المتعمد لجذب أهم بلد عربى إسلامى عن طريق التقدم والإستقرار والنهضة الصناعية والتكنولوجية ,, والذى من شأنه أن يغير ميزان القوى فى المنطقة بما يؤثر على أمن واستقرار وتفوق الصهاينة ,, ومصالح الأمريكان وسيطرتهم على منابع النفط الذى يمثل دم حضارتهم الصناعية ,, ويهز عروشا جمدت أرجل كراسيها من السكون , وبذا يخرج مارد الثورة الصغير النظيف أمام أخطبوط كبير تليد غذى بالفساد وعشق العمالة,, تمتد أياديه الكثيرة الطويلة إلى كل مفاصل الحياة داخل مصرنا الحبيبة , وأبدا لم يعنى سقوط الصف العلوى من هرم الفساد ذاك ,, سقوط كل النظام , وكذا لا تعنى حركة تقليم أظافر أخطبوط الفساد التى يقوم بها الرئيس مرسي ( بمشرط حاد وبدقة وصبر غير مسبوقين ) ,, لا تعنى أبدا موت الأخطبوط أو استسلامه . لا يزال الأخطبوط يحرك أياديه الداخلية والخارجية لإيقاف هذا المد التغييرى الإصلاحى ,, فلا تزال يده قوية فى الداخلية والإعلام والقضاء ولا يزال رجاله أوفياء وأذلامه أتباع .. وهاهو يطلق أمواجا من البلطجية تترى ممن رباهم خادمه الوفى مبارك , بغطاء جوى إعلامى ومقاول من مباحث العادلى,, وإن قبض علي أحد فلن تضيع تربية الزند سدى. فها هى أيادى الإخطبوط اللعين تتلاقى وتنسق وتحرك أحد هذه المشاهد إنه مشهد الإعتداء الدموى على المقر العام للإخوان المسلمين بالمقطم . فهاهى أسراب البلطجية تخرج مسرعة الى المقطم مقرعة طبول الحرب بفيلة أبرهة وثعابين سحرة فرعون تدفعهم نار الجهل والحقد , ويتصرفون على نحو هولاكى من الإعتداء فاق حتى اليهود , تنعدم ضمائرهم وتختفى مشاعرهم وتموت بشريتهم متحولين الى ذئاب همجية إبريلية واشتراكية وشعبية وعلمانية ومباركية ,, زادهم ,, مال الفساد من رجال لا يستطيعون مضغ الحلال ولا تنبت أجسادهم إلا من السحت , تعرفهم بمصهم دماء المصريين ,, تحرقهم شمس الشفافية وتضيق أرض الطهارة بهم . وعلى مر اليوم تتوالى مشاهد الأعتداء المسلح من قبل بلطجية الأخطبوط وكهوف العلمانية المقيتة مسطرين أفظع سطور البلطجة وأدنى مستوى اجتماعى بشر له منظرهم السينمائى اليسارى عبر أفلامه ,, فهذا أخ مسحول وذاك مدبوح وآخر محروق.. لا لشئ إلا أنهم حلموا بدولة مدنية ديموقراطية حديثة أساسها الحرية والعدالة الإجتماعية,, وتداول للسلطة عبر صندوق إنتخابى نزيه ,, دولة ليس فيها مكان لزوار الفجر وتلفيق القضايا وقضاء عسكرى لمدنى ,, دولة لا يأكل أولادها أطعمة مسرطنة ولا يشربون ماءا ملوثا ,, لتكبر عروش الفساد وترتفع جدران الطبقية . وتبعد المسافات عن التقدم والرقى . ولإن كانت الأجهزة الأمنية المعنية بحفظ أمن المصريين جميعا ودمائهم , لا تبالى بتلك الدماء الزكية التى تراق من أجساد الإخوان المسلمين الطاهرة , إذا فقد عشنا حلما كاذبا ولم تكن حواديت جمعة الشوان وغيره إلا مسلسلات للتسلية والتلهية وصنعا لهرقليز مصرى , ولم تكن دروس الوطنية إلا لهوا وإهدارا للحصص . إلا إنى على يقين على قدرتهم المعلوماتية والشرطية الحديدية ... غير أنهم ينتظرون عودة المهدى *مبارك*. وكل قطرة دم أريقت من أجساد الإخوان المسلمين الطاهرة يشترك فى إثمها كل مذيع ومعد ومراسل ومصور اشترك فى حفلة الدم تلك من سلاح طيران الثورة المضادة من إعلام الداعر صفوت المدنس وأولاده وأحفاده الإعلاميين ومن سار على نهجهم وعمل بأعمالهم وعمالتهم الى يوم الدين . ولا يفوتنى أن أذكر أن معظم الضحايا من الإخوان المسلمين إنما كانت من تلك المجموعة التى أتت متأخرة عن موعدها,, فكأن طريق التربية و نصر الدعوة,, واحد, ثابت لا يتغير ,,لا مجال لمخالفة أمر القيادة أو التأخر عنه ,, إنما هزم المسلمون فى أحد لمخالفة الرماة أمر النبى صلى الله عليه وسلم ,, فأستقيموا يرحمكم الله ولن يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. وإلى قادة الإخوان ... دماء شبابكم أمانة ,, لا تبحثوا عن إرضاء المخالفين فإرضائهم غاية لا تدرك ,, والتوافق مع أمثال هؤلاء ,, شبح ,, وحوارهم خدعة , والغضب محمود فى موضعه ,, ودرة عمر كثيرا ما كانت أجدى ,, والعين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص ,, ولقد ضاق الصفح بكم . حقا إنه صراع الهوية والمصلحة ,, فهل تكون مصرإسلامية بنجاح مرسي وتياره ؟ أم أن الأخطبوط قادر على أن يبقيها أي شئ ,,, ليبرالية ,أو يسارية , المهم أن لا تكون إسلامية .. ؟ وهل الثورة بقيادة الرئيس مرسي قادرة على استعادة البلاد ومصالحها من براثن هذا الأخطبوط ؟ أم أن مصالح الأخطبوط المادية والسلطوية ستبقى كما هى دون تغيير ؟ بل ربما يعمل الأخطبوط على استعادة الارض التى كسبها مرسي بصبره ودهائه وصلابة حزبه على الأرض . سؤال ستجيب عنه الفترة القادمة بأعمال كلا الفريقين . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]