تعرض الفيلم المصري "أولاد العم" الذي تدور أحداثه حول قيام ضابط ب "الموساد" بالزواج من مصرية دون علمها بحقيقته وقيامها باختطافها ونجليهما إلى داخل إسرائيل لهجوم من الصحافة الإسرائيلية، بدعوى أنه يظهر الشخصيات الإسرائيلية كشياطين معدومي الإنسانية ويقارنهم بالنازيين، وإبراز إسرائيل باعتبارها كالعدو رقم واحد لمصر واستعرضت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تفاصيل الفيلم حيث يظهر في البداية أب مصري يأخذ زوجته وولديه في قارب على سواحل مصر، وأثناء قيامهم بذلك تتضح الصورة الحقيقة؛ فالأب دانيال الذي يمثل دوره الفنان المصري شريف منير هو عميل ل "الموساد" قرر خطف زوجته سلوى التي تلعب دورها الممثلة منى زكي وطفليه لإسرائيل، حيث يقوم بتخدير زوجته لنقلها وطفليهما إلى تل أبيب، وبعد ذلك بوقت قصير نرى الأسرة في بيت مذهل وفاخر في حي "بات يام"، وتقوم الزوجة بفتح النافذة لتجد أمامها علما ضخما لإسرائيل وتتخيل أنها تعيش كابوسا مفزعا. وأضافت أن دانيال أعطى لسلوى الاختيار؛ فإما العودة بمفردها لمصر والتخلي عن طفليها الصغار أو الاستمرار بالعيش بإسرائيل، فاختارت الخيار الثاني لكنها اكتشفت أنها غير مهيأة ومستعدة للحياة مع الشعب العنصري، مشيرة إلى أن الفيلم يناقش قضايا دينية حيث تخشى سلوى من تحريم الشريعة الإسلامية الحياة والزواج من يهودي. وتقول الصحيفة، إن حبكة الفيلم لم تنته عند هذا الأمر، حيث يتضح أن جهاز المخابرات المصرية غير مستعد لغض الطرف عن عملية الاختطاف لهذا بعثت بعميل من عملائها لمساعدة سلوى وأطفالها للعودة إلى القاهرة، وبالفعل وافقت الأخيرة بل وساعدتهم في محاولة إيقاع دانيال في الفخ، ونجح العميل المصري الذي يقوم بدوره الفنان كريم عبد العزيز في الوصول إلى مكتب دانيال بجهاز "الموساد" ليكشف عن قائمة الاغتيالات التي أعدها الأخير لعدد من الشخصيات المصرية، وجاء من بينها العميل المصري نفسه، ولسوء حظ ينجح دانيال في القبض عليه داخل مكتبه بالجهاز الاستخباري الإسرائيلي، وهنا يبدأ الصراع الذي ينتهي بانتصار العميل المصري وقتل دانيال. وقالت إنه على الرغم من الاحتفال السينمائي المصري بالفيلم، فإن الحديث يدور عن فيلم مليء ب "سموم الكراهية" ضد إسرائيل والرسالة التي يحملها واضحة ووحيدة وهي أن تل أبيب هي العدو، كما يتناول الفيلم القضية الفلسطينية ويعرض الأهوال التي يعانيها الفلسطينيون من قبل إسرائيل. وتروي الصحيفة كيف انضم العميل المصري لمجموعة من العمال الفلسطينيين حيث يكتشف الحياة القاسية التي يعيشونها ومن بينها قصف الطائرات الإسرائيلية لقرى فلسطينية ودفع المسنين الفلسطينيين بالشوارع وهدم منازلهم، وترى أن الفيلم يقارن بين ما فعله النازيين باليهود وما تقوم به إسرائيل تجاه الفلسطينيين. وبحسب الصحيفة، يظهر الفيلم إسرائيل على أنها العدو رقم واحد لمصر، حيث يعود دانيال إلى تل أبيب ويخبر مبعوثيه ب "الموساد" أنه على الرغم من اتفاقية السلام مع مصر توجد شبكات تجسس إسرائيلية كثيرة هناك، كما يتم إظهار الإسرائيليين على أنهم " شياطين"، موضحة أنه طوال الفيلم تبدو الشخصيات الإسرائيلية كأنها بلا إنسانية ليس فقط ضد الفلسطينيين، ويظهر المجتمع الإسرائيلي كمجتمع فاسد وعنيف كاره للأجنبي، ويستثني من ذلك شخصية وحيدة رسمها بشكل إيجابي في الفيلم هو اليهودي من أصل مصري والذي يعلن أنه ضد الصهيونية. وقالت الصحيفة، إن سيناريو الفيلم حظي بموافقة وزارة الثقافة المصرية برئاسة الوزير فاروق حسني الذي أخفق في الوصول لمنصب المدير العام ل "اليونسكو"، كما حظي بمباركة أجهزة الأمن المصرية وهيئة الرقابة على المصنفات الفنية. وأضافت أن الفيلم الذي تم تصويره في جنوب أفريقيا يعرض لمشاهديه كيف تبدو تل أبيب بقدر الإمكان خاصة المناظر الخارجية والتحدث باللغة العبرية داخل الفيلم بالإضافة إلى الأفيش الذي ظهر فيه عنوان الفيلم باللغة العربية بشكل يشابه الحروف العبرية خاصة حرف الألف، وأشارت إلى أن من لم ير الفيلم يمكنه قراءة "رسالته القاسية "ضد إسرائيل من خلال المقابلات التي قام بها نجومه وفنانوه لوسائل الإعلام. ونقلت في هذا الإطار تصريحات للفنان شريف منير أكد فيها أن الفيلم لا يحوي أي دعوات للتطبيع مع إسرائيل وأن اليهود هم الذين يدعونا أبناء العم، مضيفا: أنا لست ضد اليهود لأنهم يرتبطون بعقيدة توحيدية لكني ضد الصهيونية، حتى اليهود الحقيقيين هم ضد الصهيونية ولا يوجد في الفيلم أي دعوى للتطبيع ومن يشاهد الفيلم سيرى ذلك. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من الشعبية الكبيرة للفيلم، إلا أن كثيرين هاجموه بسبب السيناريو الضعيف للفيلم وغير الواقعي، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى نجاح شريف عرفة مخرج الفيلم بعرض صورة باهرة جدا وواضحة للغاية للحياة داخل تل أبيب والتي تجري فيها معظم الأحداث، وختمت تقريرها قائلة إنه لا يوجد أسهل من مهاجمة إسرائيل في السينما والتليفزيون المصري لتجميع اكبر نسبة مشاهدين، وتمتلئ الجيوب بالأموال.