حذرت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالفيوم، من تداعيات أحداث الجمعة الدامية والمعروفة إعلاميًا بجمعة "رد الكرامة" ومحاولات البعض جر الوطن إلى ما يشبه الحرب الأهلية لمصالح حزبية ضيقة أو رغبة في الانتقام والتشفي لصالح جهات بعينها. وقالت الجمعية في بيان أصدره أحمد سيف النصر، المتحدث الإعلامي باسم الجمعية، إن منظر الدم الذي رأيناه في المقطم والمنيل وغيرها من الأماكن منظر غريب على الثقافة المصرية والشعب المصري ويضرب في مقتل سلمية الثورة المصرية ويذهب ما تبقى من مصداقيتها. وأدان البيان الصمت المريب من غالبية قوى المعارضة المصرية الليبرالية واليسارية على ما يحدث، وكذلك التشفي والفرح الذي تنطق به بعض وسائل الإعلام التي تحول بعضها من مجرد ناقل ومحلل للخبر إلى صانع للخبر وجزء من تدبيره وتنظيمه حتى اختلط العمل الإعلامي والصحفي بالتحريض على أعمال العنف واقتحام المنشآت وتخريبها ومحاولة إحراقها. وطالب البيان النيابة والشرطة والجهات السيادية التي تمتلك الكثير من المعلومات عما يحدث بفضح المحرضين والمستفيدين من إهدار الدماء الزكية لأبناء مصر من جميع الأطراف. وانتقد البيان تحويل الخلافات السياسية إلى حوار بالرصاص والمولوتوف والسلاح الأبيض والخرطوش وإفساح المجال لحرب أهلية حقيقية وسيطرة روح الانتقام والثأر بين شباب مصر. كما طالب البيان الأحزاب والحركات السياسية بإعلان موقف صريح وواضح بالإدانة الكاملة لما يتم من أعمال عنف تجاه مقرات الأحزاب والجماعات المختلفة وضرورة إعلان نبذ هذا العنف وتعرية مرتكبيه بدلاً من منحهم الغطاء السياسي لإسقاط الدولة وهيبتها. كما طالب الداخلية بتطبيق القانون بكل حزم على من يثبت مخالفته للقانون أو حمله آلات حادة أو أسلحة أو إلقاء مولوتوف دون خوف خاصة أن حماية المنشآت العامة والخاصة هو دور أصيل للشرطة. وأهاب البيان بشباب مصر، تغليب روح العقل وإعلاء المصلحة العليا لمصر وتجنب العنف وترك المجال مفتوحًا لحوار جاد وموضوعي وهادئ للخروج بمصر إلى بر الأمان.